إسرائيل بحاجة إلى سفير "صقوري" في الأمم المتحدة

صحافة...
حجم الخط

    17 آب 2015

-خبر-بقلم: د. غابي افيتال   

الشرارة الأولى، التي مرت في ذهني عند تعيين الوزير داني دانون سفيرا لاسرائيل في الامم المتحدة، كانت خطاب البروفيسورة غبريئيلا شيلو، التي كانت سفيرة في الامم المتحدة في الاعوام 2008 – 2010. البروفيسورة شيلو شخصية قانونية محترمة، ومواقفها السياسية بعيدة عن مواقف داني دانون. 
في عدد من المقابلات التي أجرتها مع وسائل الاعلام خلال توليها منصبها قالت إن ما يمكن رؤيته من هناك لا يمكن رؤيته من هنا في البلاد. «فوجئت من التلون. فهناك توجد جدران كاملة ضدنا». ما ذكرته شيء قليل من أقوالها.
لماذا تعيين داني دانون سفيرا لاسرائيل في الامم المتحدة يثير السخرية والاستنكار؟ لماذا تصل هذه الردود بسرعة الضوء؟ لأن ثقافة الانتقاد عندنا أصبحت تطمس المعارضة الحقيقية على تعيين شخص في هذا المنصب أو ذاك. وقد قيل هذا عن الوزيرين كحلون وشالوم أكثر من مرة. لنفرض أن معرفة اللغة الانجليزية كان لها دور معين، فدانون تعلم وأنهى بامتياز اللقب الاول في العلاقات الدولية في جامعة فلوريدا، ويفترض أن لغة التعليم هناك لم تكن العربية. وقد عمل دانون في القطاع العام مبعوثا للوكالة اليهودية. ولكونه رئيس بيتار العالمي فقد كانت له علاقات عميقة مع اعضاء جمهوريين في الكونغرس، وكل هذا اثناء العمل المكثف في النشاطات الدعائية في الولايات المتحدة. يجب اضافة حصوله على اللقب الثاني في السياسة العامة من الجامعة العبرية، إلا أن منتقديه لا يولون ذلك أهمية.
اذاً، ما الذي يوجد لدينا حتى الآن؟ التعليم، اللغة، الدعاية، عضو كنيست للسنة السادسة. ما الذي ينقص بالضبط؟ حينها يأتي الادعاء الساحق: مواقفه متطرفة، اضافة الى الادعاء بأن «عملية اتخاذ القرارات لبيبي ليست جديرة». مواقف البروفيسورة شيلو كانت مخالفة لمواقف دانون قبل خروجها من البلاد. مواقفها «الحمائمية» لم تساعدها كثيرا في منصبها، بل على العكس؛ فقد فوجئت من شدة كراهية اسرائيل في أروقة الامم المتحدة. أي أن مواقفها لم تلائم من البداية ميدان المعركة السياسية في الامم المتحدة. فما السيئ في تعيين دانون لهذا المنصب؟
تذكرت آبا ايبان، السفير الاول لاسرائيل في الامم المتحدة حيث كان يبلغ 33 عاما عند تعيينه. فقد اعتبرت مواقفه «حمائمية»، وقيل إن له قدرة كلامية عالية (هذا ما يسمى ديماغوجيا) ولغته الانجليزية الاكسفوردية كانت ملائمة. هل جاء السلام خلال عهده؟ هل بسبب كونه وزيرا للخارجية في حرب «الايام الستة» نجح في منع الحرب عن طريق الدبلوماسية التي اختارها؟ ليس بالضرورة. منصب السفير في الامم المتحدة هو تمثيل دولة اسرائيل باخلاص. هذه المعركة شفافة تماما. ويمكن أن المواقف الصقرية يجب أن تكون هناك. والحقوق الاساسية للشعب اليهودي في البلاد، التي تحولت الى كلمات شاذة، هي التي ستتحدث في العين مع الدول المعادية لنا. 
وحسب رأيي فان عدم الاعتذار من شأنه أن يوفر الاحترام والتقدير مقارنة مع الضعف الذي ثبت فشله مرة تلو الاخرى. أتمنى النجاح للسفير الجديد.

عن «إسرائيل اليوم»