كشفت القناة الثانية في التلفزيون الإسرائيلي على موقعها الالكتروني عن استعدادات يجريها جيش الاحتلال لشن عملية برية "محدودة" داخل الاراضي السورية، حال قامت تنظيمات المعارضة الإسلامية بقصف مناطق في إسرائيل.
وقالت القناة إن تدريباً واسعا أجرته قوات إسرائيلية في هضبة الجولان المحتلة الأسبوع الماضي، تضمن التدريب على عملية برية محدودة داخل الأراضي السورية، رداً على قصف مكثف من خلف الحدود. وأوضحت أن ذلك يأتي على خلفية تصاعد قوة العناصر الإسلامية "المتشددة" في سوريا، وانطلاقا من تقديرات إسرائيلية بأن الهدوء في القطاع الشمالي مجرد حالة عارضة قد تتغير في أية لحظة.
وتابعت القناة في تقريرها:”تشير التقديرات، إلى أن بعض العناصر المتطرفة في سوريا لديها سلاح كيماوي، ولذلك اهتمت التدريبات العسكرية بمثل هذه الإمكانية". مع ذلك تؤكد مصادر مسئولة في منظومة الأمن الإسرائيلية أن فرص تحقق هذه الاحتمالات لا تزال محدودة.
كذلك تستعد إسرائيل لإمكانية مواجهة جديدة مع حزب الله، المتورط في سوريا حتى النخاع. وقال التقرير إن تدريبات الجيش الإسرائيلي شملت أيضا إخلاء السكان والمستوطنات الملاصقة للحدود السورية واللبنانية.
ورغم الجهود الإسرائيلية لمنع تهريب السلاح إلى لبنان، تواصل شحنات السلاح العبور من سوريا إلى حزب الله، بحسب التقرير، الذي أشار إلى تصاعد الدور الإيراني، وتحول طهران من دور الداعم إلى المحرك. وهو ما يؤكده " التورط الملحوظ لقاسم سليماني قائد فيلق القدس، المسئول عن العمليات خارج حدود إيران في عمليات ضد الجنود الإسرائيليين بهضبة الجولان”.
وأضاف التقرير:” على النقيض من الاتفاقات التي وقعت نهاية حرب لبنان الثانية والتي تقضي بإبعاد الجيش اللبناني عناصر حزب الله من المنطقة الحدودية مع إسرائيل، تزايد التعاون مؤخرا بين الجيش اللبناني والتنظيم الإرهابي، حيث تشارك عناصر حزب الله في عمليات التمشيط التي يجريها الجيش اللبناني على طول الحدود مع إسرائيل".
الحديث عن تدريبات إسرائيلية لشن عملية برية داخل سوريا، يأتي متناغما مع دعوات النخبة الإسرائيلية للاستعداد لمثل هذا السيناريو، والتأكيد أن كل أطراف الصراع في سوريا، يمكن أن تستهدف إسرائيل بهجمات قاتلة.
في هذا السياق كتب "إفرايم هرارا" الباحث في الشئون الإسلامية والشرق أوسطية في مقال الأحد بصحيفة "إسرائيل اليوم":من الأهمية التذكير بأن كل الأطراف المتورطة في الحرب ترى في الكيان الصهيوني هدفا رئيسا يجب تصفيته".
ومضى "هرارا" يقول:”بالنسبة للسنة والشيعة على حد سواء، تعتبر دولة إسرائيل رجسا يجب محوه من الخريطة. ففي عيون التيارين، يعد اليهود أمة ملعونة من قبل الله. لذلك على إسرائيل التصرف ككيان أكثر عدوانية، ترد بحزم على أي مساس بها..يطمح كل اللاعبين في تصفيتنا..يتعين علينا عدم تأييد أي طرف. حتى إذا ما سقطت سوريا، ليس فيهم أي حليف محتمل في المستقبل".