كاتب إسرائيلي يُقدم مقترحاً للتخلص من مشكلة قطاع غزّة وهذا ما جاء فيه!

غزة تصعيد
حجم الخط

ترجمة عبرية-وكالة خبر

قدم الكاتب الإسرائيلي "يائير شيلغ" ، مقترحاً للتخلص من مشكلة قطاع غزّة، والذي يرتكز على تدخل إقليمي ودولي.

وقال شيلغ في مقال كتبه بصحيفة مكور ريشون: إن "مرور سبعين عاماً على الصراع مع الفلسطينيين أثبتت أن مشاكل غزّة ليس لديها حلولاً سهلة، في ظل أوضاعها الصعبة، وعدم وجود خيار الضربة القاضية، لأن قطاع غزة بات يفرض نفسه على أجندة صانع القرار الإسرائيلي كما يحدث ذلك في الأسابيع الأخيرة".

وأشار شيلغ إلى أنّ الحل بعيد المدى في غزة يجب أن يأخذ بعين الاعتبار الوضع الديموغرافي داخل القطاع، من خلال العمل بتوافق دولي لإعادة توطين اللاجئين الفلسطينيين خارج حدود القطاع، سواء في شمال سيناء أو باقي الدول العربية، وربما في دول أخرى تبدي استعدادها للتطوع لحل مشكلة غزّة، ليس فقط من خلال الأموال". 

وزعم يائير شيلغ أنه في كل مرة تواجه حماس في غزّة مأزقاً داخلياً يكون الحل السهل بالنسبة لها هو تصدير الأزمة لإسرائيل، حيث يدفع الثمن مستوطنو غلاف غزّة الذين تحولوا مع مرور الوقت لرهائن لضائقة حماس، وهذا وضع لم يعد يحتمل، لأن استمرار هذه الدورة التي لا تتوقف من المعاناة يتطلب نظرة من زاوية أخرى".

وأضاف أنّ غزّة هي عش دبابير منذ العام 1948، لأن ظروف الحياة فيها غير محتملة، سواء بالنسبة لازدحام السكان فيها حيث يزيدون عن مليوني نسمة، على مساحة لا تزيد عن "365" كيلومتراً مربعاً، نصفهم من اللاجئين، وربعهم يسكنون في مخيمات اللاجئين، يعانون ظروف حياة قاهرة".

وبيّن شيلغ أنّ مصر التي حكمت القطاع بين عامي (1948-1967) عانت دورات متلاحقة من الثورات الشعبية الداخلية العنيفة، ولذلك لم يكن غريباً ألا يطلب المصريون استعادة قطاع غزّة من إسرائيل خلال اتفاق كامب ديفيد في العام 1979، وليس صدفة أن غزة تأسست فيها حركة حماس، وأطلقت الانتفاضة الأولى".

ولفت إلى أنه على هذه الخلفية يمكن النظر لتقييم خطة الانفصال أحادي الجانب من غزة في 2005، التي كانت خطأ كبيراً، رغم أنه كان صعبا على المستوطنين وعددهم "8500" في غزة الاستمرار في الحياة وسط مليوني فلسطيني، خاصة بعد أن حصل الفلسطينيون على نوع من الاستقلال عقب اتفاق أوسلو، لكن لم يكن جديراً بالجيش الإسرائيلي الانسحاب من غزة دون اتفاق سياسي مع جهة موثوقة".

وشدّد على أن خطأ الانسحاب من غزة نتيجة أخطاء أخرى بدأت في اتفاق أوسلو، الذي لم يكتف بمنح الفلسطينيين حكماً ذاتياً مدنياً، وإنما زاد على ذلك بصيغة عسكرية أمنية، مما منح الفلسطينيين القدرة على استهداف المستوطنين والجيش المنتشر في قطاع غزة، وأخطأ قبله مناحيم بيغن خلال توقيع كامب ديفيد حين لم يلزم أنور السادات باستلام القطاع".

وتابع: "إسرائيل في سياستها تجاه غزة عمدت إلى استخدام سياسة العصا والجزرة، فالأولى لوحدها لا تجعل لحماس ما تخسره أمام أي معركة إسرائيلية، والثانية لوحدها لن يكون لديها ما تربحه من أي اتفاق تهدئة، لكن هذه السياسة ذاتها لم تجد نفعاً مع غزة أيضاً". 

وختم حديثه بالقول: إنّ "إسرائيل إن أرادت إيجاد خلافات بين حماس والفلسطينيين في القطاع، فعليها أن ترد على كل قذيفة تنطلق باتجاهها تدمير المنطقة كلها في قلب غزة، وفي المقابل إعطاء وعود للفلسطينيين بتحسين ظروف حياتهم، هذا يجب أن يكون أحد مفردات السياسة الإسرائيلية تجاه غزة".