وقد تبددت الاماني

كتاب
حجم الخط

يسألها عبر برنامجه الشهير والذي بيث على قناة الحوار ويقدمه الاعلامي المعروف صالح الازرق ماذا حققتم من الثورة الليبية ؟؟فترد عليه الحمدلله المدارس والمحلات مفتوحة

ألهذا كان الربيع العربي ثورة للإطاحة بحكام لطالما طال قعودهم على سدة الحكم أم أن سيل الدماء المتدفق والذي فاق حد التصور والمنطق قد جعل الشعوب تتغاضى عن أهداف سامية كانت تسعى لتحقيقها واكتفت بفتح المدارس والمحلات فقط !!

بم اختص هذا الربيع بولادة الياسمين من جديد أم ذبحه بقسوة ؟

قد تختلف القراءات حول ما طمحت به وزيرة الخارجية الامريكية السابقة كونداليزا رايس وما لوحت به قبل   تركها لولايتها من خلال ما عبرت عنه بأملها بخلق شرق اوسط جديد دلالات مختلفة إزاء هذه العبارة ولكن المدرك لما افرزته هذه الثورات قد يعرف المعنى الضمني لها

ماالذي حققته هذه الثورات وكيف غدت المنطقة حال خريف لا ينتهي انقسم بعدها الساسة واصحاب الرأي والفنانين حتى الاخوة داخل أروقة المنزل الواحد المصالح والاطماع والاهواء في أن واحد تفوقت على رغبات الشعوب ولربما تكون هذه الرغبات حقيقية وناتجة عن سنوات من الكبت والحرمان وتكميم الافواه لكن ما يحرك ويثير تلك الرغبات أعتقد انه قد غير اتجاه البوصلة أصبح الوطن العربي كجسد عديم المناعة مهيأ لإستقبال أي وباء يهدده دون مقاومة فهو بيئة خصبة لكل شيء الا من ما كانت تحلم به الشعوب وهو الحرية

تعالت اصوات كثير من المحللين والمراقبين قد حذروا من خطورة هذا التفكك الذي اصاب البلدان العربية وحالة الفوضى التي تعم ارجائها لا سيما سوريا اليمن وليبيا وبقدر ما تمتلكه تلك الدول من اهمية على مختلف الاصعدة يكون خطر تفككها حقيقيا ومؤثرا

معادلة موزونة حين يقاتل النظام افراد معارضة شعبية يعتريهم الغضب جراء ما عانوه من ظلم وحرمان على مدار عقود ولكن من يقلب موازين هذه المعادلة هو دخول اياد غريبة حاولت استغلال الهبة الشعبية وتكاثف الجهود بالقضاء عليها للخروج ببعض الجماعات الارهابية المتطرفة لتخلق حالة من الصراع بعيدة كل البعد عن مفاهيم لطالما حلمت بها الشعوب إلا ان تلك الجماعات سعت لخلق حالة من الفوضى والانحلال لتغيب تلك المفاهيم وتستبدلها بأخرى

والخلاصة ان المنطقة العربية تحولت الى مسلسل دموي لا احد يدري متى نهايته لإرتباطه بمكونات داخلية وخارجية غيرت الوجهة السياسية لدى العرب دون دراية بالعدو الاستراتيجي لهم جعتهم يحرقون انفسهم بأيديهم بدلا من أن توقد النار لهم