نظّمت حركة حماس اليوم السبت، لقاء تشاوري شارك فيه رئيس الحركة بغزة يحيى السنوار، بحضور قيادات فصائلية ومجتمعية، ووجهاء ومخاتير ومحللين سياسيين وأكاديميين.
وأطلعت الهيئة الوطنية العليا لمسيرات العودة وكسر الحصار فصائل العمل الوطني والإسلامي على إنجازات المسيرات بعد عام على انطلاقتها.
واستعرض رئيس الهيئة الوطنية العليا خالد البطش في كلمته أبرز الإنجازات التي حققتها مسيرات العودة بعد مرور عام على انطلاقها في 30 مارس 2018، مردفًا أن المسيرات انطلقت لتحقق هدفين، الأول استراتيجي ومتمثل بالتصدي لـ"صفقة القرن" والحفاظ على حق العودة، والآخر تكتيكي متمثّل بكسر الحصار عن قطاع غزة.
وأكد أن مسيرات العودة مثّلت تحوّلاً حقيقيًّا في الكفاح والنضال الفلسطيني، وأضافت أداة كفاحية جديدة، وشكلت عنصر قوة لشعبنا وأضافت خيارًا جديدًا غير التصعيد والعدوان من جهة والتهدئة من الطرف المقابل، مشددًا على أن مسيرات العودة أعادت الاعتبار للقضية الفلسطينية؛ بعد تهميشها ووضعها من جديد على الأجندة الدولية.
وأوضح: "أفشلت تصفية الأونروا في غزة، وكسرت حالة الخوف للشباب الثائر، وأعادته مع الصراع المباشر مع العدو؛ لحماية حق العودة"، منوهًا إلى أن شعبنا أثبت قدرته بالضغط على الاحتلال، وإرباك حساباته، وإحراجه أمام العالم بطريقة قمعه العنيفة للحراك الشعبي.
وأضاف أن مسيرات العودة أحبطت "المؤامرة الرامية لإثارة أهل غزة وإسقاط المقاومة، من خلال الحصار المشدد؛ حيث توجه غضب الجماهير للمسؤول عن معاناة شعبنا (الاحتلال) وتراجع عن خطوات عديدة من الحصار"، متابعًا أن مسيرات العودة باتت مادة للمزايدات الداخلية للأحزاب الإسرائيلية وأدت في نهاية المطاف لإسقاط وزير الجيش أفيغدور ليبرمان من منصبه.
وشدد البطش، على أن مسيرات العودة جسّدت قدرة شعبنا وفصائله وشرائحه المجتمعية على العمل المشترك بين المكونات الفلسطينية كافة، وإشراك قطاعات شعبية وشبابية جديدة بالعمل النضالي المقاوم، مؤكدًا على أن الهيئة مثّلت كيانًا وطنيًّا تجميعيًّا كأساس يمكن البناء عليه وتطويره، وهي من أبرز إنجازات مسيرات العودة، حيث ساهمت بتشكيل الغرفة المشتركة لفصائل المقاومة.
وأشار البطش، إلى أن الحراك الشعبي جدّد المطالبة والتأكيد على الثوابت الوطنية خاصة فيما يتعلق بحق العودة ومشاريع التطبيع، وكبح "صفقة القرن"، حيث صدّر الحراك المواقف الوطنية في مختلف المحطات لشعبنا، قائلا "أظهر الحراك الشعبي رغبة وقدرة مختلف مكونات شعبنا في القطاع على العمل الوطني والتضحية، والتزام الجمهور بالمشاركة في الحراك بشكل مستمر في كل فعالياته منذ عام كامل".
وأضاف أن من إنجازات مسيرات العودة مساهمتها في صدور قرار أممي يدين الاحتلال وجرائمه بحق المتظاهرين سلميًّا، ما أضفى على المسيرات إسنادا قانونيًّا دوليًّا لها، متابعًا أن الفعاليات الشعبية ابتكرت شكلين من الحراك، الأول الفعاليات الشعبية السلمية والتي تهدف لتثبت حق العودة عبر الاعتصام المفتوح والتخييم المستمر وتنظيم الفعاليات المتنوعة، الثاني الحراك الشعبي الهادف لكسر الحصار ممثلاً بالإرباك الليلي، وقص السياج، والبالونات الحارقة.
وتابع: "أن أبلغ رسالة لمسيرات العودة أنه لا يمكن أن يستسلم شعبنا للعدو مهما بلغت المؤامرات التي تعصف بالقضية الفلسطينية"، مردفًا أن مسيرات العودة خلقت علاقة بين شعبنا ومصر، انعكست إيجابًا على سكان قطاع غزة بعد فترة من التوتر، كما أنّها أعادت الأمل لجموع شعبنا في الشتات بإمكانية العودة للديار.
وذكر البطش، أن المسيرات ساهمت في تحسين عدد من الخدمات بقطاع غزة، أولها تخفيف أزمة الكهرباء بغزة، وتوفير برامج تشغيل للعمال والخريجين، وتوفير إعانات ومساعدات مالية لعشرات آلاف الأسر الفقيرة، وزيادة كميات التصدير للخارج، وزيادة مساحة الصيد.
وطالب البطش الرئيس محمود عباس بدعوة الأمناء العامين للفصائل للقاء وطني عاجل بالقاهرة "لإنهاء الانقسام وتحقيق الشراكة الوطنية، وتشكيل حكومة وحدة وطنية، وإعادة بناء منظمة التحرير على قاعدة الشراكة، انطلاقا من اتفاقي القاهرة 2005 و2011".
ونوه إلى أن المسيرات أحدثت انعكاسًا غير مباشر على معبر رفح في ضوء تحسّن العلاقة مع مصر، ما أسفر عنه فتح المعبر بشكل شبه دائم، وتطوير حركة التجارة مع مصر؛ ما انعكس إيجابًا على الوضع الاقتصادي بغزة، مجددًا التاكيد على أن كل ما سبق "لا يغني أبدًا عن استعادة الوحدة ولم الشمل وإنهاء الانقسام، وأي انجازات حصلنا علينا فإنها بدماء الشهداء والجرحى؛ لذا لن تغني عن استعادة الوحدة".