اقتحم مئات المتظاهرين السودانيين، مساء اليوم السبت، مقر إقامة الرئيس السوداني عمر البشير في الخرطوم، في وقت دعا فيه تجمع المهنيين السودانيين والقوى المتحالفة معه إلى اعتصام مفتوح أمام مبنى القيادة العامة للجيش السوداني في قلب العاصمة.
وأفادت مصادر محلية بالسودان، بأنّ مئات المتظاهرين دخلوا مساء اليوم "بيت الضيافة" الذي يضم مقر إقامة البشير في الخرطوم.
وبيّنت أنّ آلاف المتظاهرين السودانيين خرجوا إلى شوارع الخرطوم. ووصل كثير منهم إلى بوابة قيادة الجيش، وسط العاصمة، مطالبين بتنحي البشير، وبالحرية والعدالة، كما طالبوا الجيش بدعمهم وبالانحياز لمطالبهم. وضربت قوات الجيش طوقا حول مقر القيادة دون محاولة تفريق المتظاهرين.
كما احتشد المتظاهرون على بُعد مئات الأمتار من مقر إقامة الرئيس وأطلقت عليهم السلطات الأمنية الغاز المدمع بغية تفريقهم.
وخرجت مظاهرات مماثلة في عدد من المدن السودانية، أبرزها من مخيم "كلمة" لنازحي دارفور المتاخم لمدينة نيالا عاصمة ولاية جنوب دارفور، وفي عطبرة شمال السودان، وفي القضارف وكسلا شرق السودان.
بدوره، طالب تجمع المهنيين -وهو تجمع نقابي غير رسمي- والقوى المتحالفة معه في المعارضة، الجيش السوداني بالانحياز للشعب، وسحب ثقته من البشير ونظامه، والاضطلاع بمهامه الدستورية في حماية البلاد وشعبها.
وقال التجمع وحلفاؤه في بيانٍ صدر اليوم: "إن الأوان ألا نعود حتى يتنحى البشير، وندعوكم ألا تبارحوا ساحات شارع القيادة العامة، فقد حررتموها بعزيمتكم وصبركم وإرادتكم التي لا تلين".
ودعا البيان السودانيين في الولايات المختلفة إلى تنفيذ اعتصامات تزامنا مع اعتصام الخرطوم.
وفي السياق ذاته، أغلقت السلطات السودانية جميع الجسور التي تنقل القادمين من مدينتي بحري وأم درمان إلى داخل الخرطوم، فضلا عن إغلاق عدد من الطرق الرئيسة في العاصمة.
وعلى صعيدٍ آخر، أعلنت حركة "جيش تحرير السودان" المسلحة اليوم السبت مقتل متظاهرة وإصابة العشرات في معسكر "خمسة دقائق" بمدينة زالنجي في ولاية وسط دارفور غربي البلاد، أثناء محاولة قوات الأمن تفريق مظاهرة.
وقال الناطق باسم الحركة محمد عبد الرحمن الناير: إن قوات حكومية اقتحمت اليوم معسكر "خمسة دقائق" وأطلقت الرصاص الحي على المتظاهرين السلميين.
وبحسب مراقبون، تعتبر هذه المظاهرات هي الأضخم التي تشهدها الخرطوم منذ انطلاق الاحتجاجات في 19 ديسمبر الماضي.
ودخلت الاحتجاجات في السودان شهرها الرابع، وبدأت منددة بالغلاء وتحولت إلى المطالبة بتنحي البشير.
يُذكر أنّ منظمي المظاهرات اختاروا تاريخ 6 أبريل تحديداً للدعوة إلى الاحتجاجات إحياء لذكرى انتفاضة عام 1985 التي أطاحت بنظام الرئيس السوداني جعفر نميري آنذاك.