و مجدلاني يُكلف بملف التواصل والعلاقة مع طهران

سفير إيراني لدولة فلسطين قريبًا

مجدلاني
حجم الخط

كشفت مصادر فلسطينية مطلعة النقاب عن تفويض الرئيس الفلسطيني محمود عباس، لعضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية الدكتور أحمد مجدلاني، بمسؤولية ملف التواصل والعلاقة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.


وبينت هذه المصادر، أن الرئيس عباس يطمح لعلاقة متينة مع القيادة الإيرانية، وهو يثق بقدرة مجدلاني على تحقيق هذا الهدف؛ لذلك أناط به هذا الملف.


ورفض مجدلاني تأكيد أو رفض هذا النبأ، منوهًا في الوقت ذاته إلى حرص القيادة الفلسطينية على توثيق العلاقة مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية.


ونبّه مجدلاني في حديثٍ مع وكالة أنباء فارس الإيرانية، إلى أن زيارته الأخيرة للجمهورية الإسلامية كانت هامةً، وأسهمت في كسر الجليد في العلاقات الفلسطينية – الإيرانية، وأعادت الدفء لهذه العلاقة خصوصًا بعد زيارة الرئيس عباس عام 2012 لطهران، ومشاركته في قمة عدم الانحياز هناك.


ولفت إلى ان الزيارة أسفرت عن الاتفاق على تشكيل لجنة تشاور سياسي مشتركة تجتمع مرتين في العام، مرةً في العاصمة الأردنية عمّان، ومرةً في طهران.


كما ولفت مجدلاني إلى أنه بحث مع وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، إمكانية أن يكون سفير الجمهورية الإسلامية الايرانية في الأردن، سفيرًا غير مقيم لدى دولة فلسطين.


وأشار إلى أنه بحث مع القيادة الإيرانية إمكانيات التعاون بين البلدين في جميع المجالات، لاسيما على الصعيد الاقتصادي، وتبادل الخبرات، والضمان الاجتماعي، والعلاقة بين الجامعات، مشددًا على أن الزيارة حققت اختراقًا مهمًا سنشهد نتائجه الملموسة خلال زيارة الرئيس عباس المرتقبة للجمهورية الإسلامية الايرانية.


وبحسب مجدلاني فإن زيارة الرئيس عباس لإيران ستكون خلال شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، وليس كما تردد في أيلول/ سبتمبر.


ونفى المسؤول الفلسطيني أن تكون زيارته لطهران في إطار ما يُشاع إعلاميًا من تراجع للعلاقة بين إيران وحركة حماس، مؤكدًا أنه بدأ اتصالاته مع الجمهورية الإسلامية الايرانية منذ عدة أشهر.


وقال مجدلاني بهذا الصدد:" منذ بدأنا الاتصالات مع القيادة الإيرانية لم يكن في ذهننا أو في تحركنا السياسي والدبلوماسي الرد على هذا الطرف أو ذاك، وأساس أي علاقة نقيمها يكون على قاعدة الاحترام المتبادل، والمصالح المشتركة".


وأضاف:" نحن دولة لا تبحث عن مصالح أو ملاذ آمن هنا أو هناك، علاقتنا مع إيران ضرورة ملحة في ضوء التطورات الدولية والإقليمية.

 بتقييمنا للوضع فإن الاتفاق الذي تم التوصل له بين طهران ودول مجموعة (5+1) يوفر مناخًا مواتيًا لضمان الأمن والاستقرار في المنطقة، ويعيد الاعتبار للقضية الفلسطينية".


وطبقًا لمجدلاني فإن زيارته لإيران كانت فرصة هامةً لإدارة حوار سياسي مباشر بعد انقطاع دام سنوات طويلة، وأفسحت المجال للتباحث في العديد من القضايا، مبيِّنًا أنه لمس ليس فقط تفهمًا من قبل القيادة الإيرانية لدعم توجه فلسطين في المحافل الدولية، بل ودعمًا في العديد من القضايا والمواقف.


وتحدث مجدلاني عن الأزمة السورية، والجهود الفلسطينية التي تتقاطع وتتلاقى مع المبادرة الإيرانية لحلها، والتي تضمنت أربعة بنود، وهي: الدعوة إلى وقف فوري لإطلاق النار، تشكيل حكومة وحدة وطنية، إعادة تعديل الدستور السوري، وإجراء انتخابات بإشراف مراقبين دوليين.
وكشف المسؤول الفلسطيني عن زيارته دمشق 15 مرةً خلال العامين الماضيين، مشيرًا إلى تبنيهم موقف يرفض بشدة حل الأزمة السورية بالوسائل العسكرية والأمنية.


وأوضح مجدلاني حرص القيادة الفلسطينية على الدعوة والتأكيد على الحل السلمي للأزمة السورية، لأن ذلك يسهم في الحفاظ على وحدة البلاد وأمنها واستقرارها؛ باعتبار أن أي ضرر سيلحق بها سيؤثر على القضية الفلسطينية.


وترفض القيادة الفلسطينية – والحديث هنا لمجدلاني – كل أشكال التدخل الخارجي في الأزمة السورية، وتتبنى نهج الحياد الإيجابي، وعدم انجرار أبناء شعبنا وتورطهم في الأزمة الداخلية، موضحًا أن الفلسطينيين عاشوا في سوريا وتمتعوا بكافة الحقوق المدنية، وكانوا جزءًا من النسيج الوطني والاجتماعي لهذا البلد الشقيق، لذا لا ينبغي علينا أن نكون طرفًا في هذا النزاع.