صور: مُتحدياً مشكلة خلقية.. طبيب أسنان من غزّة قرر مداواة نفسه

صور: مُتحدياً الإعاقة.. طبيب أسنان من غزّة قرر مداواة نفسه
حجم الخط

غزّة - خاص وكالة خبر - أحمد سهمود

من بين ثنايا الألم يبزغ فجر الأمل، وتظهر المنح بين طيات المحن، ومن رحم الكرب يُولد الفرج، تلك هي حكاية شاب غزّة تحدى الصعاب من أجل الوصول إلى هدفه المتمثل في إثبات الذات.

"أنا لا أخسر أبدًا، إما أنّ أصل لهدفي أو أتعلم" بهذه الكلمات بدأ الطالب في كلية طب الأسنان بجامعة فلسطين، أحمد أبو طه، سرد تفاصيل حياته العلمية والعملية، التي تحدى خلالها مشكلة خلقية في منطقة "الشفتين" منذ الولادة.

وقال أبو طه لمراسل وكالة "خبر": "في كل صباح أخرج من منزلي بمدينة رفح إلى كلّية طب الأسنان في جامعة فلسطين، التي أوشكت على التخرج منها رغم حالتي الصحّية الفردية التي قدّرها الله لي، ولم تكن عائقاً أمام مواصلة مسيرتي وتحقيق هدفي".

وبيّن أنّه يُعاني منذ أن تفتّحت عيناه على الحياة من مشكلة خلقية، جعلته يمكث أول أربعينَ يوماً من حياته في المشفى تحت الملاحظة، حتى جاءت الصاعقة على والده بأنّه يُعاني مشكلة خَلْقيّة في منطقة الشفتين والأسنان.

وتابع: "رغم ذلك تلقيا والدي النبأ بكل صبرٍ واحتساب على ما أصابني من مشكلة خلقية، نتج عنها مشهد عام مختلف للشفتين عن الآخرين وصعوبة في نطق بعض الحروف".

ولفت إلى أنّه واجه الكثير من المضايقات والتعليقات السلبية أثناء فترة الدراسة في المدرسة سواء من الزملاء أو غيرهم، مضيفاً: "تلك المضايقات لم تهزّني وتمنعني من الوصول إلى هدفي وتحقيقه، وتغلبت عليها بالكثير من الثقة بالنفس واللّامبالاة، حتى أدرك الجميع أنّي مصممٌ على بلوغ هدفي نحو مكانٍ مرموق في مجتمعي لا يتوقعه أحد".

وأردف: "وصلتُ المرحلة الثانوية وأنا أتسلح بكثيرٍ من الإصرار على مواصلة طريقي التي طالما تمنيتها، ولكّن نوبة حزن أصابتني بعد حصولي على معدل أقل من 90% في الثانوية العامة، فقررت المُضي قُدُما نحو حلم دراسة طب الأسنان من خلال التعليم الموازي".

وأوضح أنّه بتشجيعٍ من الأهل والأصدقاء، قرر الالتحاق بكلية طب الأسنان بجامعة فلسطين، الأمر الذي كان محل استغراب لدى الكثيرين بسبب المشكلة الخلقية التي تلازمه، مُشيراً إلى أنّ المشكلة الخلقية كانت عامل دفع نحو دراسة حالته والاطلاع على كافة تفاصيلها.

واستدرك: "بمساندة والدتي ودعواتها، ودعم زملائي تمكنت من التفوق في دراستي حتى أصبحت من أفضل الطلبة في الكلية وبشهادة العديد من الدكاترة والمحاضرين حينها".

ويحلم أبو طه بالتخرج من الكلية لبدء ممارسة حياته العملية في علاج مرضى الأسنان، ومن ثم الانتقال لدراسة الماجيستير في علوم طب الأسنان، أملاً في الحصول على مكانة رفيعة تؤهله من علاج نفسه وإنهاء مشكلته الخلقية.

ورأى في ختام حديثه أنّ كل إنسان لديه فرص للنجاح، بالاعتماد على الله والمثابرة والجد، مٌقدماً النصح لجيل الشباب الفلسطيني باستمرار السعي نحو تحقيق الأهداف حتى بلغوها.

صور: مُتحدياً مشكلة خلقية.. طبيب أسنان من غزّة قرر مداواة نفسه
صور: مُتحدياً مشكلة خلقية.. طبيب أسنان من غزّة قرر مداواة نفسه