بقلم: د. أيمن الرقب

قطر والعبث بالقضية الفلسطينية

د. أيمن الرقب
حجم الخط

غزّة - وكالة خبر

لعبت قطر دورا كبيرا في احداث الانقسام داخل الجسد الفلسطيني وتناغمت بذلك مع الاحتلال الاسرائيلي الذي رحب بهذا الدور وسهل لقيادات قطرية التنقل عبر الحواجز الإسرائيلية و كان اوج هذا التحرك منذ نهاية العام ٢٠٠٥ و حتى العام ٢٠٠٧ ..

نفذت قطر خلال هذه الفترة الرؤية الأمريكية الاسرائيلية بتجربة الاسلام السياسي في فلسطين و تحقيق أيضاً الهدف الأسمى وهو الانقسام الفلسطيني الذي لازلنا نعاني منه حتى الآن، ومن اجل ذلك أقنعت قطر حماس بدخول الانتخابات البرلمانية و اقتنعت رئيس السلطة محمود عباس بالسماح لحماس بدخول الانتخابات دون ان تعترف بمنظمة التحرير الفلسطينية كممثل شرعي ووحيد للشعب الفلسطيني وهنا وقعت الخطيئة من قبل ابو مازن .

لم تكتفي قطر و مشغيلها بتحقيق الخطوة الاولى بفوز حماس في الانتخابات البرلمانية الفلسطينية بل تحولت مهمتها إلى تغذية الانقسام و دعمت استمراه بالمال السياسي الذي يُدفع لحماس عبر بوابات الاحتلال لضمان عدم تحقيق المصالحة ..

وما يجعل الامر اكثر وضوحا هو عدم دفع قطر اي مبالغ مالية لدعم وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين خاصة بعد ان اوقفت الولايات المتحدة الامريكية مساعداتها ..

وبعكس ذلك بدأت قطر بضخ اموال مباشرة لقطاع غزة عبر الاحتلال وحماس لمنع انفجار الوضع في قطاع غزة نتيجة تفاقم الوضع الاقتصادي وإفشال كل الجهود المصرية لتحقيق المصالحة الفلسطينية ..

في الايام الاخيرة ولدعم حماس في مواجهة المتظاهرين في قطاع غزة والذين رفعوا شعار ( بدنا نعيش ) اعلنت قطر عن دعم مائة وخمسون الف اسرة فلسطينية بقيمة مائة دولار لكل اسرة وفتحت قناتها الجزيرة لنقل وجهة نظر حماس مما يحدث من حراك في قطاع غزة ، وزادت من حصة ما تحوله لغزة من مال من خمسة عشر مليون لاربعين مليون دولار وبالطبع عبر وزارة الحرب الصهيونية لتصل بعدها مباشرة لحركة حماس ..

نحن نرحب بكل من يقدم اي مساعدة للشعب ولكن ليس لتحقيق هدف سياسي و للاسف قطر كل ما قدمته كان لهدف سياسي هو تدمير المشروع الوطني الفلسطيني واستمرار الانقسام في الحالة الفلسطينية وتحقيق فصل قطاع غزة عن المشروع الوطني الفلسطيني ، وهذا ما يتم تنفيذه هذه الايام تمشياً مع الرؤية الترامبية ويزعج جمهورية مصر العربية لانها ترى ان هذا الامر يمس الامن القومي العربي والمصري وينهي فكرة الدولة الفلسطينية ويدمر المشروع الوطني الفلسطيني .

وبالمقابل للأسف ولطبيعة العلاقة الاقتصادية بين رئيس السلطة ابو مازن و دولة قطر اختار الصمت على ما تقوم به قطر من تخريب ليحافظ على مصالحة الاقتصادية هو واسرته واكثر من ذلك منح المندوب القطري محمد العمادي قطعة ارض في قطاع غزة كانت تستخدم كمهبط لطائرة الشهيد ياسر عرفات ليقيم العمادي منزلا له عليها وهذا ما يعني ان قطر شريك لطرفي الانقسام ويدفع الشعب الفلسطيني المقهور ثمن ضياع مشروعه الوطني من طرفي الانقسام وبدعم قطري أمركوإسرائيلي .