كشف قيادي بارز في حركة "حماس" ، عن تقديم توني بلير المبعوث السابق للرباعية الدولية، مقترحات جديدة لاتفاق التهدئة في قطاع غزة، خلال لقائه الأخير، مع رئيس المكتب السياسي لحركة "حماس" خالد مشعل في العاصمة القطرية الدوحة.
وأكد، القيادي ، أن بلير عقد عدة لقاءات "سرية" مع مشعل، وقدم خلال تلك اللقاءات عدة مقترحات تتعلق بتثبت وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتمديد التهدئة القائمة لسنوات إضافية قد تصل من 5-10 سنوات مقابلة منح غزة بعض التسهيلات، وتحسين أوضاعها الاقتصادية والمعيشية.
وأوضح، أن كافة المقترحات التي قدمت من قبل بلير لحركة “حماس” جاءت بطلب من الجانب الإسرائيلي، وتركزت بشكل أساسي في عمليات حفر الأنفاق على طول الشريط الحدودي الفاصل بين غزة وإسرائيل، وضمان عدم إطلاق صواريخ من غزة على المستوطنات المحيطة بغزة، ومراقبة الحدود بشكل جيد.
ولفت القيادي في حركة “حماس”، إلى أن تلك الأفكار مقابل، رفع الحصار عن غزة، وإنشاء ميناء بحري، وتسهيل عملية الإعمار وفتح المعابر الحدودية.
وذكر أن تلك المطالب حتى اللحظة تدرسها حركة “حماس” بشكل جيد، وتقوم بمشاركة وإطلاع الفصائل الفلسطينية عليها، لضمان أخذ رأيها وتحقيق إجماع وطني على أي أفكار تتعلق بالتهدئة وتحديد مصير قطاع غزة.
وأوضح، أن مفاوضات التهدئة جرى عليها بعض التقدم خلال الفترة الأخيرة، وهناك بعض الملفات تم إنجازها، ولكن حتى اللحظة لم يتم الاتفاق عليها بصورة رسمية، كون الأمر يحتاج إلى ضمانات عربية ودولية لإلزام إسرائيل ببنود أي اتفاق هدنة في غزة.
يذكر أن فصائل فلسطينية وعلى رأسها “فتح والجبهتين الشعبية والديمقراطية وحزب الشعب” رفضوا وبشدة توقيع أي اتفاق “تهدئة الطويلة الأمد “في قطاع غزة، محذرين من أن تلك الخطوة استنساخ لاتفاق اوسلوا، وخطوة أولى نحو انفصال غزة عن الضفة.
وبحسب مواقع إعلامية، فإن الزيارة التي قام بها رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل، إلى تركيا مؤخرا كانت تهدف إلى إطلاع القيادة التركية على اتفاق التهدئة المتبلور بين حركة حماس وإسرائيل، والذي يتولى مبعوث اللجنة الرباعية السابق توني بلير مهمة التوسط فيه.
وأعرب جنرالات إسرائيليين في السابق أعربوا مؤخرا عن حماسهم لتدشين ميناء في غزة، ونقلت صحيفة “معاريف” الخميس الماضي، عن جنرالات قولهم إن تدشين الميناء سيسهم في منع اندلاع مواجهة جديدة بين حماس و”إسرائيل”.
وكانت حماس أكدت قبل أيام للمرة الأولى بشكل رسمي عقدها اجتماعات مع مبعوث اللجنة الرباعية الدولية السابق توني بلير بشأن تثبيت اتفاق وقف إطلاق النار مع إسرائيل في قطاع غزة.
وعقب ذلك ترددت أنباء عن عقد مجلس شورى حماس في قطاع غزة اجتماعاً موسعاً لبحث ما طرحه بلير وأهمه موافقة إسرائيل على إنشاء ممر مائي تحت مراقبتها ورفع الحصار بشكل كامل مقابل وقف حماس أنشطتها العسكرية ومنع إطلاق الصواريخ لمدة لا تقل عن 8 أعوام.
وكان تصاعد الحديث منذ شهور عن جهود دولية متقدمة للتوصل إلى اتفاق تهدئة طويلة بشكل ثنائي في قطاع غزة بين إسرائيل وحركة حماس يقوم على رفع الحصار عن القطاع.
ولم تنف حماس «تلقيها أفكاراً» للتوصل إلى اتفاق تهدئة، لكن عدداً من مسؤوليها أكدوا أن أية خطوة على هذا الصعيد ستكون مرتبطة بالتوافق الوطني وألا تؤدي لتكريس فصل غزة عن الضفة الغربية.