بفوز نتنياهو للمرة الخامسة و ترشحه لتشكيل الحكومة يكون أول رئيس وزراء في تاريخ الاحتلال وصل لهذا المنصب وحكم بذلك أكثر من بن غوريون مؤسس دولة الاحتلال وأول رئيس لحكومتها .
رغم ملفات الفساد التي اشتعلت حول نتنياهو و اشتداد المنافسة بينه وبين رئيس حزب الجنرالات ( ازرق أبيض ) بيني غانيتس والتي كانت كل الاستطلاعات تعطيه أفضلية وتقدم على نتنياهو وحزبه الا ان نتنياهو وحزبه تقدموا عليه بمقعد خلال الانتخابات .
فوز نتنياهو لم يكن مفاجئ للكثيرين لعدة أسباب هي :
اولاً : عدم وجود منافس يميني قوي قادر على جذب الناخب اليميني وخاصة بعد ان تمكن نتنياهو من السيطرة الكاملة على حزب الليكود .
ثانياً : غياب القيادات التاريخية من حلبة سباق الانتخابات وترك الساحة كاملة لنتنياهو .
ثالثاً : الدعم الأمريكي والروسي لنتنياهو .. فالإدارة الامريكية ترى ان نتنياهو قد يسهل عليها تنفيذ خطتها في الشرق الاوسط والتي بات يُطلق عليها صفقة القرن حيث اطلع على جزء كبير منها ولضمان نجاحه قدمت له اعترافا بالجولان كأراضي لدولة الاحتلال كهدية له قبل الانتخابات بعدة ايام وهذا كان شبيها بالدعم المالي الذي قدمته ادارة أوباما لنتنياهو عشية انتخابات عام ٢٠١٥ وذلك للتأثير على الناخب الاسرائيلي وزيادة ثقته في نتنياهو .
الدب الروسي ايضاً لم يغيب عن المشهد فقد سلم لنتنياهو عشية الانتخابات رفاة جندي صهيوني فُقد في حرب لبنان عام ١٩٨٢ واستغل نتنياهو هذا الحدث للتأكيد انه سيعيد كل جنود الاحتلال الذي فُقدوا في المعارك .
رابعاً : اصرار نتنياهو في اكثر من تصريح انه القادر على تحقيق نجاحات في تطوير علاقات دولة الاحتلال مع الدول العربية من خلال التطبيع العلني والسري .
وكذلك نجاحاته في العلاقات الافريقية والآسيوية وهو القادر على وضع دولة الاحتلال في مكان متقدم في العالم .
خامساً : تأكيد نتنياهو انه سيحافظ على هوية دولة الاحتلال اليهودية وانه لن يسمح بقيام دولة فلسطينية في الضفة الغربية تمثل تهديدا لوجودهم .
هذه القضايا وغيرها جعلت الناخب الاسرائيلي ينتخب نتنياهو واليمين الصهيوني الذي حصل على ٦٦ مقعد من اصل ١٢٠ مقعد اعضاء الكنيست الاسرائيلي .
حصول اليمين على هذا العدد يسهل على نتنياهو تشكيل حكومة يمينية قوية ولكن لن يكون الامر بكل بساطة دون ابتزاز من قبل الأحزاب الدينية بالتحديد وخاصة حول قانون تجنيد المتدينين وعدد تمثيلهم في الحكومة والتي قد ترى النور مطلع الشهر القادم.
اعتقد ان انتخابات دولة الاحتلال انتهت وأسدل الستار وعلينا نحن كعرب وكفلسطينيين ان نضع خططتنا لمواجهة هذا اليمين قبل فوات الاوان .