حول إضرب الكرامة

الحركة الأسيرة تتوصل لاتفاق مع إدارة مصلحة سجون الاحتلال

معركة الكرامة
حجم الخط

رام الله- وكالة خبر

أكدت الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، على أنّه جرى التوصلَ إلى اتفاق مع إدارة مصلحة سجون الاحتلال ينهي الإضراب المفتوح عن الطعام.

وقالت الحركة في بيان ورد وكالة "خبر" نسخة عنه: "مازال شعبُنا يؤكدُ على إرادةِ الخلاص، ويراكمُ الانجازَ تلو الانجاز، ويكتبُ تاريخَه بأنفَاسِ المخلصين، ليأخذَ مكانتَه بين الحضارات، فهرميةُ الحقِ لا تنقصُ مادام أهلُهُ مطالبين به".

وأضافت: "إننا في الحركة الوطنية الأسيرة تداعينا لصياغةِ خطةٍ نضاليةٍ تتصدى للهجمة غيرِ المسبوقةِ... التي أُريدَ من خلالها مصادرةُ كلِ حقوقنا وكافةُ مكتسباتنا التي دفعنا ثمنَها الدمَ على مدارِ سنوات"، مردفة :" أكدنا من خلالِ بياننا الأول لعام ٢٠١٩ أننا أمامَ حربٍ حقيقيةٍ ومنظمةٍ تقودُها دولةُ الاحتلالِ بكافةِ أركانِها".

وأردفت: "بدأت مصادرةُ الحقوقِ والمكتسبات واقتحامُ الأقسامِ وقمعُ الأسرى وكانت النتيجةُ ١٥٠ إصابةً في سجنِ عوفر، ثم تركيبُ أجهزةِ تشويشٍ مسرطنة داخلَ قسم 4 في سجن النقب، مما دقَ ناقوسَ الخطر تُجاه حياتنا، وحاولنا جاهدين وبطرقٍ مختلفةٍ استدراك الأمرِ مع السجان ولكن دونَ نتيجةٍ تُذكر أمامَ استعلائه".

وتابعت: "تمادى السجانُ بغطرسته وهمجيتِه بعدَ نقله لأسرى قسم 7 في سجن رامون إلى قسم 1 ، وقد ركبَ به أجهزةَ التشويش المسرطنة وقامَ بقمع إخواننا والاعتداء عليهم بوحشيةٍ مما أوقعَ ما يزيدُ عن 50 إصابةً بينهم بعد أن قاموا بحرق كافة الغرف كخطوةٍ احتجاجيةٍ دفاعيةٍ تحمي أرواحَهم من الموت البطيء لهذه الأجهزة".

وأوضحت: "هنا أبلغنا السجانَ أن هذا الفعل الإجرامي سيغيرُ طبيعةَ التعامل مع المرحلة و أن الدمَ الذي نزفَ من إخواننا سيتم الردُ عليه من نفس جنس العمل ... فكان الفدائيُ إسلام وشاحي هو السباقُ لردِ الضيم وصونِ الكرامة ورسمِ ملامح مرحلةٍ جديدةٍ في فرض صراع الإرادات".

ونوهت إلى أنّ الاحتلال أدرك أنه أخطأ تقديرَ الموقف تجاهنا وأيقنَ أن شعارنا الذي حملناه صار واقعا، لا تفاوض على نسبة الكرامة فهي لا تتجزأ، مضيفةً: "في موازاة هذه الأحداث كنا قد أعددنا الخطة الشاملة لخطوة الإضراب المفتوح عن الطعام، معركة الكرامة 2، والذي بدأَ في يوم 8/4/2019 بدخول رؤساءِ وممثلي لجانِ الحوارِ للهيئات القيادية المعلومة لديكم".

واستدرك بيان الحركة الأسيرة: "بدأ الحوارُ مع السجان منذُ الأحد الماضي 7/4/2019 وأمامَ صلفه ومراوغته أعلنَا بدءَ معركة الكرامة 2 يوم الاثنين 8/4، وبخطوة تكتيكية سرنا من خلالها في مسارين، الأول الحوار لنيل حقوقنا، الثاني توسيع دائرة الإضراب كلما تعنت السجان إن اقتضت الحاجة، واستئناف الحوارُ يوم الثلاثاء 9/4 على القاعدة آنفة الذكر وكانت الشورى الداخلية شعارُنا حيثُ شارك الكلُ الاعتقاليُ في القرارات وأجواءِ الحوار الداخلي".

وأردف البيان: "نسجلُ كلمةَ وفاء وعرفان للدماءِ الزكيةِ التي طيبتْ صحراءَ وطننا السليب في سجنِ النقب لإخواننا في قسم 4، وقسم 1 في سجن رامون، فقد علمتنا هذه التضحيات العظيمة أن الحريةَ والكرامةَ هي أساسُ الفضيلة وحقٌ إنساني لايمكن التفريط به".

وثمّنت عالياً الموقف الأصيل لغزة شعباً وقيادةً، على وحدة المصير التي ظهرت بأفعالهم وربطهم لكل تفاهمات المرحلة بقضيتنا العادلة، فلن ينسى التاريخُ مواقفَ الحياةِ في لحظات الموت، وقد عجزت الحروفُ عن وفاء هذا الدين لهم.

كما شكرت أهالي الضفة المحتلة والداخل المحتل ولأهلنا في الشتات ولأحرار العالم الذين أردفوهم مساندةً ودعماً قل نظيرُها في زمن التراجع، مردفة: "إننا في الحركة الأسيرة تحركنا ونحن نعلمُ أن لنا سندا ودرعا يحمينا بعد الله، وهو مقاومتُنا الباسلة وغرفتُها المشتركة، وإننا نوصي كلَ شعبنا وأمتنا أن احرصوا على هذه المقاومة التي ضربنا بسيفها عندما وقعَ علينا صلفُ عدونا وجبروته في ليلة المجزرة في سجن النقب، فقد جاء الردُ واضحا من غزة العزة في قلب الكيان، وإننا باسم كل الأسرى نحيي مقاومتنا الباسلة حامية مشروعنا الوطني الفلسطيني وحامية المظلومين والمقهورين والضعفاء".

وجاء في البيان أيضاً: "نقدمُ عظيمَ شكرنا للأشقاءَ المصريين على دورهم الرائد في نصرة قضايا شعبنا الفلسطيني، والعمل على رفع الظلم عنا، فهي لمسة وفاء سَتُحفظُ في تاريخنا، ونعلنُ التوصلَ إلى اتفاق مع السجان يُحقَقُ من خلاله ما انتفضنا من أجله وهو إزالةُ أجهزةِ التشويش المسرطنة وتحييدها، والموافقة لأول مرة في تاريخ الحركة الأسيرة والسجون على تركيب هاتف عمومي في كافة أقسام السجون أينما تواجد أسير فلسطيني يحملُ قضية وطنه".

وأشارت إلى أنّه جرى إعادةُ الأوضاع الحياتية في كافة أقسام السجون إلى ما كانت عليه قبل تاريخ 16/2/2019م، وهي بدايةُ الأحداث التي رافقت تركيبَ أجهزةِ التشويشِ المسرطنة وما تلاها من إجراءاتٍ عقابية واسعة، مشيرة إلى تحقيقُ جملةٍ من المطالب الإنسانية التي تلامسُ حياة الأسرى وعلى رأسها ما يخص الأسرى المعزولين و خروجهم من العزل.

وختم بيانها بالقول: "سوف نراقبُ ونحن في وضع الاستعداد تنفيذَ ما تم الاتفاق عليه، فالسجانُ ليس محلَ ثقة ولا موضع حسن ظن، وإن تنكر السجانُ لما تم الاتفاق عليه، فردنا ما سيراه وما سيلمسه واقعا"، مشددة على أن المعركةُ لم تنته بعد، فالمرحلة الأصعب هي تنفيذ ما تم الاتفاق عليه، فلا تنزلوا عن جبل النصرة وتتركوا ثغر المساندة لنا، وهذه ثقتُنا بكم.