لماذا اختار نتنياهو "دنون" سفيراً في الأمم المتحدة؟

يوسي
حجم الخط

حينما قام رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، بتعيين افيغدور ليبرمان وزيرا للخارجية، الدبلوماسي رقم واحد، قبل ست سنوات، ارتفع كثير من الحواجب. كان التقدير أن رئيس الحكومة نتنياهو يعرف جيدا أن ليبرمان مناسب لمنصب وزير الخارجية تماما مثلما الفيل مناسب للعمل في محل للخزف. لم يكن أمام نتنياهو أي خيار: ليبرمان مكّنه في ذلك الحين من الخروج في عطلة، وتحدث الجميع عن أنه يدرس بجدية احتمال الانضمام الى تسيبي ليفني، التي كانت في حينه على رأس حزب «كديما»، الحزب الأكبر في الكنيست. كان التقدير هو أن نتنياهو اعتقد أنه اذا لم يعط المنصب لليبرمان فلن يستطيع تشكيل الائتلاف.
عندما قام نتنياهو بتعيين رون ديرمر سفيرا لاسرائيل في الولايات المتحدة، رفع الكثيرون حواجبهم. على خلفية العلاقات المتوترة بين رئيس الحكومة ورئيس الولايات المتحدة اوباما كان متوقعا أن تقوم القدس بارسال شخص لديه القدرة على جسر الهوة واظهار اسرائيل بصورة معتدلة أكثر. كان ديرمر مقربا من الحزب الجمهوري أكثر من أي سفير آخر، وكان تعيينه مفاجئا في اسرائيل في الوقت الذي كان يجلس فيه رئيس ديمقراطي في بنسلفانيا. لكن الجمهور قال إن نتنياهو يهتم جدا بأن يكون السفير في واشنطن مقربا منه، ومستشاره السابق كان ملائما لهذا أكثر من أي شخص آخر.
في هذه الاثناء عندما قرر نتنياهو تعيين داني دنون سفيرا لنا في الولايات المتحدة، ارتفعت الحواجب مرتين، مرة بسبب العداء بينهما، ومرة اخرى بسبب المواقف اليمينية لدنون ومعارضته تقسيم البلاد وحل الدولتين. الاجابة على هذه سياسية في أساسها، رغم الفرق في المواقف والخشية من أن دنون لن يخفي مواقفه في هذا المنصب. كل ما يريده نتنياهو هو التنصل من عبء دنون كوزير في حكومته وكمسؤول عن مناصب مهمة في حزب الليكود. يستطيع نتنياهو أن يستبدل دنون باشخاص يمكنه الاعتماد عليهم في مؤسسات الحزب.
أفترض أن الاعتبارات السياسية الداخلية لم تغب عن نتنياهو. ولكن بخلاف التفسيرات الموجودة، أعتقد أنه بنظرة الى الوراء، فان سابقتي ليبرمان وديرمر تُظهران شيئا آخر. يمكن التوافق مع موقف رئيس الحكومة السياسي ويمكن الاختلاف معه (مثل كاتب هذه المقالة)، ولكن من غير الصحيح اعتبار هذه التعيينات تعيينات سياسية داخلية. يؤمن نتنياهو بطريق سياسية يؤمن بها هؤلاء الثلاثة، كل واحد على طريقته. فهو لا يُعين ممثلين معادين له بل اشخاص شركاء له في طريقه. وداني دنون أحد هؤلاء الشركاء.

عن «إسرائيل اليوم»