وجه رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، التحية للأسرى البواسل خلف قضبان الاحتلال "الإسرائيلي" عقب انتصارهم في معركة "الكرامة 2" وانتزاع حقوقهم من مصلحة السجون.
وأكّد هنية خلال جلسة خاصة للمجلس التشريعي في غزّة اليوم الثلاثاء، بمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، على جاهزية حركته لتنفيذ بنود وثيقة الأسرى لتحقيق المصالحة الفلسطينية.
وأردف: "لن أستلم راتبي الـ40% تضامناً مع الأسرى المقطوعة رواتبهم"، مُشدّداً على أنّ الاحتلال لم يستطع كسر إرادة الأسرى في معركة الكرامة التانية.
ولفت هنية إلى أنّ قضية الأسرى كانت ضمن الملفات المهمة التي جرى مناقشتها خلال مباحثات التهدئة الأخيرة في غزّة، مضيفاً: "أي قرار يتخذه قادة الحركة الأسيرة نحن ملتزمون به ونعمل من أجله".
وأضاف: "العدو استخدم القبضة الأشد إيلاماً في مواجهة الأسرى خاصة في سجني النقب ورامون؛ لذلك كانت هناك جروح وكسور وأمراض، لكّن إرهاب العدو واجهه الأسرى بخطوات تصعيدية حينما أقدموا على حرق قسم بأكمله".
وتابع هينة: "طلبنا من الأشقاء في مصر إبلاغ الاحتلال بإلغاء كل العقوبات التي فرضتها مصلحة السجون، وإزالة أجهزة التشويش، وتوفير الحياة الكريمة لأسرانا، وضرورة السماح لأهالي الأسرى من غزّة لزيارة ذويهم".
وأشار إلى أنّ غزّة لا تفكر فقط بأمعائها، حيث إنّ مسيرات العودة وكسر الحصار ليس هدفها فقط إنهاء المعاناة الإنسانية، ولكّن غزّة تعيش القضية الوطنية بكل ملفاتها، مُعتبراً أنّ القوى الإسرائيلية أرادت أنّ تجعل من قضية الأسرى ورقة مزايدات في الانتخابات "الإسرائيلية".
وشدّد هنية على أنّ معركة الكرامة كانت مسنودة بنيران المقاومة في الميدان وبثبات السياسيين وبموقف الأشقاء في مصر، لافتاً إلى أنّه هاتف الأسير القائد عباس السيد بحضور ميلادينوف واستمع منه مباشرة إلى ما يتعرض له الأسرى في السجون.
واستدرك: "لأول مرة منذ عام 67 يكون هناك هاتف عمومي داخل السجون الصهيوينة، لذلك قلنا لكل من تحدثنا معه، بمن في ذلك الأشقاء المصريين، ارفعوا أجهزة التشويش ووفروا هاتفًا عموميًا ليتحدث الأسرى مع ذويهم".
وكشف هنية أنّه تلقى في ساعة متأخرة من ليلة أمس اتصالًا من الأسير القائد عباس السيد، لإبلاغه تحيات وتقدير وشكر الأسرى لكل فصائل المقاومة والشعب ومصر على إسهامهم في تحقيق الانتصار.
وجدّد التأكيد على أنّ المقاومة لها أذرعها ومساحاتها وهيئاتها وقدراتها لتدار من خارج السجون، مُشيراً إلى أنّ العمليات العسكرية لاتتم إدارتها من داخل السجون، وما تحقق يعتبر انجازًا مفصليًا لأسرانا فيما يتعلق بسير حياتهم.
وقال هنية: "نحن أمام محطة مهمة جداً من محطات الصمود والانتصار والمقاومة، وكل شعبنا ومقاومتنا كانت متضامنة مع أسرانا وخاصة في غزّة التي صنعت الفخر والانتصار في صفقة وفاء الأحرار، وتفخر الآن بانتزاع الانتصار لأسرانا".
ونوّه إلى أنّ غزّة ستصنع صفقة وفاء أحرار ثانية لتحرير الأسرى من سجون الاحتلال، مُؤكّداً على أنّ انتصار الأسرى سيكون له ظلال إيجابية على التفاهمات في قطاع غزّة، خاصة أنّ قضية الأسرى كانت ضمن الجدول الزمني للتفاهمات.
وأكمل حديثه: "لكل من يعنيه الأمر، لا صفقات ولا أمريكان ولا مال ولا حروب، يمكن أنّ تدفعنا للقبول بما لا يمكن أنّ يقبله شعبنا، فغزّة ستتمدد شمالاً في فلسطين، ولن تتمدد في سيناء شبراً واحداً".
وأوضح هنية أنّ التفاهمات الأخيرة مع الاحتلال مرهونة بسقف زمني من أجل تنفيذها، مُشدّداً على دعم موفف ملك الأردن في قضية الفدس، ورفض التوطين والوطن البديل والتعويض كبديل عن حق عودة اللاجئيين.
كما اعتبر هنية أنّ مشاركة نواب التغيير والإصلاح، وكتلة التيار الإصلاحي بحركة فتح في الجلسة يُؤكّد شرعية المجلس المستمرة حتى إجراء الانتخابات الشاملة، مُردفاً: "متمسكون بشرعية المجلس التشريعي الفلسطيني برئاسة الدكتور عزيز الدويك، ونرسل التحية لجميع النواب في الضفة، وأهلنا في القدس".
يُذكر أنّ الحركة الوطنية الفلسطينية الأسيرة داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي، أعلنت مساء أمس الإثنين، التوصلَ إلى اتفاق مع إدارة مصلحة سجون الاحتلال ينهي الإضراب المفتوح عن الطعام، بعد الموافقة على تلبية غالبية مطالبهم.