أصبحت الأطعمة المعدلة وراثيا تملأ المحلات التجارية في كثير من البلدان، لا سيما تلك التي تعاني من نقص في الغذاء، وانقسمت آراء الخبراء بشأن فوائدها الصحية بين مؤيد ومعارض.
والأطعمة المعدلة وراثيا هي تلك التي يتم فيها الدمج بين أكثر من مكون من أجل الخروج بمنتج جديد غير مألوف، مثل أن يكون حجمه أكبر، ومدة صلاحيته أطول.
وتشيع الأطعمة المعدلة وراثيا في الخضراوات على وجه التحديد، ولم تشمل بعد الأطعمة الحيوانية، مثل الدجاج الذي عادة ما يعطى موادا هرمونية لزيادة لحومها.
لكن قد يتم تغذية الحيوانات على محاصيل معدلة وراثيا، وهذا ما يجعلنا نأكل في نهاية المطاف لحوما تحتوي على نسب مختلفة من مواد معدلة وراثيا، لكن بشكل غير مباشر.
ويتم عادة تعديل الخضراوات وراثيا، مثل الخيار والبندورة وغيرهما، لزيادة الحجم أو تحسين الغلة. بمعنى آخر، يتم تعديل التركيبة الوراثية لها عن طريق إضافة جينات مفيدة لها.
وبالإضافة إلى أن غلة المحاصيل المعدلة وراثيا تكون أفضل، فإن هذه المحاصيل تكون أرخص أيضا في النمو، وتعد أكثر صمودا أمام الظروف الجوية القاسية.
ويلجأ كثير من المزارعين إلى هذا النوع من المحاصيل في البلدان التي تعاني ظروفا مناخية صعبة، وتزيد فيها معدلات النقص في الغذاء على مدار مواسم عدة خلال السنة.
ويقول خبراء التغذية، إن الأغذية المعدلة وراثيا هي في معظمها ذات جودة عالية، بل وتحتوي على عناصر غذائية أكثر من المعتاد، خاصة في الفواكه والخضراوات.
لكن أبرز سلبيات الأغذية المعدلة وراثيا يكمن في أنها تعد مشكلة لمن يعانون من الحساسية تجاه بعض الأطعمة، لأنها تعتمد بالأساس على خلط الجينات، التي قد تكون غير مناسبة للبعض.
وبصرف النظر عن تأثير الأغذية المعدلة وراثيا على الأشخاص الذين يعانون من الحساسية، فهي أيضا مصدر للكثير من قلق الخبراء بشأن كيفية تأثيرها على السلسلة الغذائية العامة.
يضاف إلى ذلك كله، إمكانية تسرب الأغذية المعدلة وراثيا إلى البرية، وهي غالبا ما تكون مقاومة لمبيدات الأعشاب، مما يسهم في تكاثر الأعشاب الضارة التي يتعذر قتلها بمبيدات الأعشاب.