لم يمنع الحصار المفروض على قطاع غزة الطالبتين انتصار وسائدة الدريملي من الوصول إلى العالمية، عبر المشروع الريادي "جنتي" لتعليم القرآن الكريم والسنة النبوية وعلومهما.
ويعد "جنتي" الموقع الفلسطيني الأول الذي يمكّن المسلمين حول العالم من التواصل عبر غرف الدردشة الخاصة، لتعليم القرآن الكريم وتحفيظه وتعلم السنة النبوية، بلغات مختلفة.
وكانت الطالبتان قدمتا فكرة المشروع لحاضنة الأعمال والتكنولوجيا في الجامعة الإسلامية، وبعد دخوله في مسابقة مع مشاريع أخرى، وقع الاختيار عليه.
وتقول انتصار، التي تحضر لرسالة ماجستير في مناهج التدريس وطرقه، للجزيرة نت، إن الفكرة راودتهما قبل عامين، وبدأتا العمل عليها حتى تمكنتا من إنجازها.
وتضيف "نسعى لاستغلال التقنيات الحديثة بشكل أمثل في مجال خدمة العلوم الشرعية وتلبية حاجات المتعلمين في كافة أنحاء العالم، وسد حاجاتهم في مجال التخصصات الشرعية".
ويقدم الموقع خدماته بست لغات، هي: العربية والإنجليزية والتركية والفرنسية والمالاوية والإندونيسية، حيث يتم تحفيظ القرآن وأحكامه ومعانيه عن طريق اتصال مباشر بين المعلم والمتعلم.
ويتيح الموقع منح إجازة بسند متصل إلى النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وبجميع القراءات، كما يقدم خدمة تعليم اللغة للناطقين بغير العربية، وإعطاء دورات شرعية منوعة.
ويقدم الموقع خدماته أيضا لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تم تخصيص زاوية لتعليم الصم من خلال مدرس متخصص، وبمساعدة فيديوهات مسجلة تجيب على استفساراتهم.
ويهدف موقع "جنتي" أيضا إلى إعداد وتأهيل طائفة من الشباب ممن يساهمون في خدمة الدعوة الإسلامية.
ويسجل المستفيدون معلوماتهم في الموقع للتواصل معهم عبر البريد الإلكتروني، ثم يتم إيصالهم للمدرسين المختصين بالخدمة التي يرغب بالحصول عليها، وذلك بشكل مجاني.
وتؤكد انتصار أن مثل هذه المشاريع بحاجة لجهد وتكاتف مؤسسي بما يضمن تنميتها وتطويرها بشكل جيد. ونظرا للظروف التي يمر بها قطاع غزة، مثل انقطاع التيار الكهربائي، توفر حاضنة الأعمال للمشروع مكاناً للعمل في الجامعة.
ويرى المتطوع في الموقع رامي أبو خضرة أن المشروع يوفر الوقت والجهد والمال لرواده، حيث يسهل على من يريد التعلم في أي مكان من العالم أن يدخل الإنترنت ويتعلم، ويضيف أن المشروع وصل إلى بلاد نشأت فيها تلك العلوم حديثا، وربما لأماكن لا يوجد فيها معلمون.
أما منسقة المشاريع في حاضنة الأعمال، تسنيم الهمص، فتقول إن الحاضنة وفرت الدعم المادي واللوجستي للمشروع، من أدوات وحواسيب واتصال بالإنترنت وأماكن واستشارات فنية، مؤكدة أنهم سيواصلون دعمه حتى يتمكن من الاعتماد على نفسه بشكل كامل.
من جهته، أثنى رئيس مركز القرآن الكريم والدعوة الإسلامية نسيم ياسين على المشروع، مؤكداً حرص مركزه على إنجاحه عبر إمداده بالفرق الإلكترونية والأساتذة الأكفاء.
ويؤكد ياسين أن المؤسسات القائمة على تعليم القرآن الكريم في غزة أوجدت ترابطا في المجتمع من خلال تزايد الإقبال على الالتحاق بحلقات تحفيظ القرآن وتعلم التلاوة والتجويد والقراءات المتعددة.