أكد وزير الثقافة عاطف أبو سيف، على أن الثقافة الفلسطينية هي ما يوحدنا، وصراعنا مع الاحتلال، في جزء محوري منه، ثقافي بامتياز، لا سيما أن الثقافة هي حارسة الهوية الوطنية.
وقال أبو سيف، في كلمته بحفل تأبين عميد النقاد الفلسطينيين صبحي شحروري، في محافظة طولكرم، اليوم الثلاثاء، "نحتفي اليوم بأحد أساطين الثقافة الفلسطينية المعاصرة، وأحد القامات والهامات الكبرى في النقد الأدبي، وفي كتابة القصة القصيرة، أستاذنا الكبير صبحي شحروري".
وأضاف أن "شحروري كان بصمة في الثقافة الفلسطينية، وهو صاحب الإرث المعرفي الكبير الذي جمعنا من بقاع فلسطين المختلفة، لنحتفي به، ونستظل بظلاله المعرفية، وهو الذي عاصر وعايش أجيالاً مختلفة، كما عاش فصولاً عدة من الأوديسا الفلسطينية، منذ إضراب عام 1936 حينما كان طفلاً، مروراً بنهوض الشعب الفلسطيني حاملاً جمرة الثورة، وحتى إقامة السلطة الوطنية الفلسطينية نواة الدولة الفلسطينية المعاصرة".
وتابع، "نحتفي بهذه القامة الأدبية، في بادرة وفاء لجيل الرواد وجيل الآباء ممن حافظوا على جمرة الثقافة، وجمرة الوطن مشتعلة، وحافظوا على ثقافتنا الوطنية نبراساً ومنارة تضيء لنا الطريق، لولا هذا الجيل العظيم الذي حمل القلم، وحمل معهم رفاقهم قبلهم وبعدهم البندقية والقنبلة والحجر، لما تكرست الثقافة بوصفها فعل مقاومة، ولما تكرست بكونها حارس الهوية الفلسطينية".
وشدد أبو سيف على أن طولكرم هي مدينة القامات الإبداعية، فمنها عبد الرحيم محمود، وأبو سلمى، وعلي فودة، وعزت الغزاوي، وغيرهم من القامات الإبداعية الكبرى، وأيضاً هي مدينة الشهداء، ومن بينهم القائد الشهيد ثابت ثابت، والشهيد رائد الكرمي، وغيرهما من القامات الوطنية الكبيرة.
وتابع: "الثقافة الوطنية هي حارسة الحلم، وحارسة الهوية، والمحافظة على الحكاية الفلسطينية، فالصراع مع الاحتلال صراع حكاية، صراع بين من ألّف قصة وأراد من العالم أن يصدقها، وبين صاحب الأرض والرواية الحقيقية، نحن، أبناء كنعان الأول نحن مستمرون وباقون، وهم إلى زوال، نحن باقون بفضل هذه الأقلام العظيمة التي حافظت على الإرث الثقافي الفلسطيني، وجعلت من هذا النهر الثقافي العظيم من المعرفة الفلسطينية مستمراً".