تطلب بعض التنازلات

صحيفة عبرية: هذا ما سيعقب فشل "صفقة القرن" الأمريكية!

القرن
حجم الخط

ترجمة - وكالة خبر

نشرت صحيفة "معاريف" العبرية اليوم السبت، مقالاً تحدثت خلاله عما سيعقب فشل خطة التسوية الأمريكية أو ما تُسمى بـ "صفقة القرن".

وقال الكاتب والخبير الإسرائيلي في الشؤون الفلسطينية جاكي خوجي في مقاله، إنه "مع اقتراب إعلان صفقة القرن، فإن الإدارة الأمريكية تتبع طريقة جديدة لإدارة عملية السلام، تقوم على أساس أنه في  حال عارض الصفقة أحد الطرفين، الفلسطيني أو الإسرائيلي، فسيتلقى ضربات على رأسه، ثم يتم تدبر الأمور".

وأضاف: "وفقاً للتسريبات غير الرسمية الخاصة بالصفقة، فإنها تشمل انتعاشاً اقتصادياً بصورة أساسية قائمة على تبرعات بمليارات الدولارات لترميم الاقتصاد الفلسطيني، وسلسلة مبادرات لتطوير التنمية في الضفة الغربية وقطاع غزة".

وأشار إلى أن "صفقة القرن سوف تطلب بعض التنازلات السياسية الإسرائيلية، لكنها لا تصل إلى الحد الذي يسعى إليه الفلسطينيون، فالقدس لن يتم تقسيمها بين الفلسطينيين والإسرائيليين، والتجمعات الاستيطانية في الضفة الغربية لن يتم إخلاؤها، وسيبقى كل ذلك حبرًا على ورق، دون أن ينتقل إلى التطبيق من الناحية العملية".

وأكد الخبير الإسرائيلي على أن "منظومة العلاقة بين رام الله وواشنطن كفيلة بإحباط هذه الصفقة بصورة مسبقة، فالأمريكان ليسوا راضين عن السلطة الفلسطينية، ولا يرونها طرفاً أساسياً في عملية السلام، ومع ذلك فهم ماضون في التحضير لإعلان صفقتهم الموعودة، ويعبرون عن غضبهم من الفلسطينيين الذي يبدون رغبتهم بتعكير هذه التحركات السياسية الأمريكية".

وبيّن أن "الغضب الفلسطيني من الجهود السياسية الأمريكية يعود إلى جملة أسباب، من بينها أن القدس ليست في صلب هذه الصفقة، ولأن البيت الأبيض جمد المساعدات المالية للسلطة الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة، ولأن الرئيس ترامب نقل سفارة بلاده إلى القدس".

ولفت إلى أنه "رغم كل هذه الدوافع الفلسطينية، فلا زال ترامب معجباً بصفقته، وأطلق عليها وصف "صفقة القرن"، وقال ذات مرة إننا حين اكتشفنا فجأة أن القدس هي العقبة لتحقيق السلام، قررنا إزاحتها عن الطاولة".

وأردف: "منذ سنوات طويلة كان الأمريكان مناصرين للموقف الإسرائيلي، لكنهم في الوقت ذاته تعاملوا مع الفلسطينيين، وأظهروا نوعًا من الوساطة بين الجانبين لاستمرار عملية السلام، أما في عهد ترامب فتم كسر كل الأواني، ومنذ عام ونصف ومقر المقاطعة في رام الله والبيت الأبيض في واشنطن يعيشان حالة من القطيعة الكاملة، كما أن القاهرة والرياض وأبو ظبي لا تشهد تحمسا للمبادرة الأمريكية".

وأوضح أنه "بإمكان الإسرائيليين القلقين من إمكانية وجود ضغوط أمريكية عليهم بشأن القدس ضمن صفقة القرن أن يهدئوا من روعهم، فواشنطن لن تفرض على تل أبيب اتفاقا لا تريده رام الله، والفلسطينيون سوف يتهمون الأمريكيين بأنهم عملوا مبعوثين للإسرائيليين، وتحولوا مع مرور الوقت إلى وسيط معادي".

وختم مقاله قائلاً: "إن الطرف الإسرائيلي سيتهم الطرف الفلسطيني بأنه دأب دائما على تضييع الفرص التاريخية لإحلال السلام، فرصة تتلوها فرصة، وسيعلن الأمريكان أن أبو مازن عدو للسلام، ولن يتوصلوا معه أبدًا إلى خطة سياسية أفضل من المعروضة حالياً".

يُشار إلى أن مستشار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، جارد كوشنر صرّح في وقتٍ سابق أن الإدارة ستعلن عن ما تُسمى "صفقة القرن" بعد شهر رمضان المبارك.

وبدأت ملامح "صفقة القرن" تظهر للعلن مُنذ أنّ أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترمب العام الماضي اعتراف إدارته بالقدس عاصمة لـ"إسرائيل" ونقل السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس، في خطوة سبقتها إدانات وانتقادات عربية ودولية وإسلامية.