يجمعُ الأخشاب منذ الصغر ومن ثم يضعها في غرفة خصصها لنحت التحف الخشبية، حيث يزاوج في ذلك بين شغف الهواية ومهنة يستطيع من خلالها توفير لقمة العيش، مستخدماً أدوات بسيطة مثل "المقدح والمنشار".
الشاب رعد صقر، البالغ من العمر "27 عاماً"، ترعرع على هواية جمع الأخشاب من شوارع مدينته في خانيونس جنوب قطاع غزّة، ليبدأ بها مشروعه الصغير أملًا في توفير فرصة عمل لنفسه يتجاوز من خلالها ضيق الأوضاع الاقتصادية في غزّة.
قال صقر لمراسلة وكالة "خبر": "بدأت موهبتي منذ أن بلغت من العمر عشرة أعوام، عندما لمحت عيناي والدتي وهي تمارس هواية الرسم بين الحين والآخر أثناء إقامتنا في أبو ظبي".
وأضاف: "منذ ذلك الحين اعتدت على تقليد والدتي، حتى قرر والدي العودة من مدينة أبو ظبي إلى مسقط رأسي في محافظة خانيونس جنوب قطاع غزّة، حيث التحقت بمدارس اللاجئين في غزّة، وأكملت دراستي الجامعية بتخصص الترجمة واللغات فرع اللغة الإنجليزية، حتى حصلت على شهادة البكالوريوس عام 2014م".
وبيّن صقر أنّه بعد انتهاء دراسته الجامعية، لم يتمكن من الحصول على فرصة عمل، فقرر امتهان حرفة "الجبس ودهان المنازل"، إلا أنّ تراجع الإقبال على البناء وتشطيب المباني، وانخفاض مستوى الدخل تزامناً مع ولادة زوجته دفته للبحث عن عمل آخر.
وأوضح أنّه بعد أنّ أصبح معيلاً لأسرة تضم بين أفرادها طفلة جديدة، التجأ إلى استثمار موهبته بنحت الأخشاب وبيعها، لتتحول بذلك الموهبة إلى مصدر رزق.
ولفت إلى أنّه بدأ بالفعل في نحت الأخشاب وتحويلها إلى أشكال فنية جميلة باستخدام أدوات ومعدات بسيطة، ومن بين المنحوتات التي تصنعها يديه: "الأواني، وساعات الحائط، والرسم على جذوع الخشب، والميداليات".
وختم صقر حديثه بالإشارة إلى استمرار تردي الأوضاع في قطاع غزّة، خاصة أنّ تكلفة المنتجات اليدوية باهظة نظراً لما تحتاجه من وقت في إنشائها، مُشيراً إلى أنّ أسعار بيع منحوتاته تتراوح بين "5" إلى "50" شيقلاً.