بدأ التيار الإصلاحي الديمقراطي نشاطه من خلال مجموعة من نواب المجلس التشريعي ومجموعة من قيادات فتح بقيادة عضو المجلس التشريعي محمد دحلان ونائبه عضو المجلس الثوري لحركة فتح سمير المشهراوي بعد أن توصلت كل الجهود المحلية والعربية للعمل على وحدة فتح وإصلاحها إلى الفشل بعد رفض أبومازن شخصياً قبول أي مصالحة مع دحلان ..
من هنا كان لابد من إيجاد المخرج للعمل على وحدة الحركة التي بدأت بالتراجع والإنهيار ..
فإجتمعت مجموعة من القيادات من رحم الحركة ووضعوا برنامجاً للنهوض بالحركة على مستوي الوطن والخارج ورغم الصعوبات الأولى التي واجهها هذا الجمع سواء من سلطة رام الله أو سلطة حماس في غزة إلا أن النجاح الذي سجل لهم على الأرض جعل أعداداً كبيرة من قيادات وعناصر حركة فتح الإنضمام والمشاركة في هذا التيار وهنا كان لابد من تسمية لهذا التجمع بعد أن وصف التيار بعض المنتفعين في حركة فتح تاره بالمتجنحين وتارة بالإنقلابيين على الحركة فكان الرد عليهم بتسمية هذا التجمع بالتيار الإصلاحي الديمقراطي وهدفه الأساسي وحدة فتح وإصلاحها ومد يد المصالحة لكل أبناء فتح دون إستخدام أي فيتو لأحد..
والسؤال .. ما الذي يضير رئيس حركة فتح أبو مازن ومركزية المقاطعة من قبول المصالحة الداخلية والعمل على النهوض بحركة فتح بعد أن نجح التيار في عودة الهيبة والقوة للحركة ؟!!.
وهل قطع الرواتب والإقصاء الذي نفذ بحق الكثير من أعضاء التيار من قبل رئيس السلطة أبومازن أوقف المد الجماهيري لهذا التيار ؟!!..
وهل دعوة التيار للمصالحة بين فتح وحماس لمواجهة الوضع السياسي المتدهور وأن نقف موحدين أمام تمرير صفقة القرن يقلل من قوة حركة فتح ؟!!..
البعض من القيادات في رام الله وصف التيار لمجموعة لاتتجاوز العشرات وهم تحت السيطرة ولا يشكلون أي تأثير على الحركة وتبجح بعض هذه القيادات بالظهور على فضائية فلسطين التي لا يشاهدها إلا القليل من الشعب الفلسطينى ليقول عن شباب التيار أنهم لا يمثلون حركة فتح .. ليفاجأ أمثال هؤلاء وغيرهم بالمهرجان الضخم في الذكرى السنوية لأبوعمار وحضور مئات الآلاف للمشاركة فيه والرسالة الهامة التي ألقاها دحلان أمام هذه الجموع مطالباً أبومازن بزيارة غزة والإلتقاء بهذه الجموع والإعلان عن مصالحة حقيقية تعيد للوطن والحركة قوتها ..
لكن مازالت بعض الأصوات النشاز المنتفعة تخشى على مواقعها لأن الغالبية في الحركة أصبحت على ثقة أن هذه القيادة فشلت في قيادة فتح والشعب الفلسطيني ويعتبرون المصالحة مع دحلان نهاية حياتهم الوظيفية والتنظيمية وخاصة أن معظمهم بلغ من العمر عتيا ..
ليعلم كل قائد في فتح وكل كادر وعنصر أن أحد أهداف الكيان الصهيوني هو العمل على ضرب وحدة فتح وإضعافها لأن الاحتلال يدرك جيداً أن وحدتها خطراً عليه فهو يبحث عن كل شريك في السلطة والحركة لدعم الخلاف داخل الحركة خوفاً من الوصول لعملية مصالحة كاملة مع حركة حماس ..
وإلى كل من يقف ضد التيار الإصلاحي .. سيأتي اليوم الذي سيندم عليه أنه وقف ضد التيار ليس لشيئ ولكن لأنه سيكتشف أن التيار لا هدف له إلا عودة الحركة لوحدتها وقوتها والكل يعلم أن الآلاف من شباب فتح والذين لايشاركون التيار في نشاطاته هم الخلايا النائمة للتيار وخوفاً على رواتبهم يبتعدون عن أي نشاط للتيار وكل الإحترام والتقدير لهم، ومعاً وسوياً من أجل فتح موحدة .