بساتين أريحا عند مؤلف زوربا!

توفيق أبو شومر.jpg
حجم الخط

توفيق أبو شومر

قال عن مدينة أريحا قبل تأسيس إسرائيل بعشر سنوات:
"فجأة ترى أريحا تبتسم كواحةٍ، تجد نفسَك أمامَ بساتين الرمان المُزهرة، وأشجار الموز، والتين والتوت، محاطة بسياجٍ من أشجار النخيل الطويلة الرشيقة، وينابيع الماء المتفجرة، فترتاحُ عينُك، ويشعرُ جسمُك بالراحة"
وقال عن حيفا في الوقت نفسِه:
"صورة أريحا السابقة تُقابلك في حيفا، فترى شجر الرُّمان، والبرتقال، والليمون"
قال عن الخليل، والجليل"
"في الخليل، مدينة إبراهيم الخليل تشعرُ بأُلفةٍ وطمأنينة، وتبدو الجبالُ في السامرة والجليل أكثر وُدَّا وأُلفةٍ"
قال عن اليهود في القدس:
"إنهم يسألون الرُّسُل، يصرخون، رهنوا دموعهم وحبَّهم عند الله، وكأنه هو المدين لهم، يُلحون عليه بالطلب، عند حائط المبكى، كي يُعيد لهم دينَهم.
كانوا يتصورون أن المعبد قد أُعيد بناؤه، وأن صهيون قد نهض، وأن الماشيح قد دخل مرة أخرى من باب داود على حماره الأبيض".
قال صديقي العبري المُلحد:
يعتقدون أن صرخاتهم، التي يُطلقونها في الهواء ستُعيد بناء الهيكل، في حين أن الثروة والمال هما وحدهما القادران على صياغة الجنس البشري، وبناء القدس الجديدة".
قال عن اليهود في العالم الإسلامي في صفحة "91"
"كان العصرُ الذهبيُ لليهود هو العصر الذي عاشوه في البلدان الإسلامية، وبالمثل في إسبانيا، فقد ازدهر الشعرُ العبريُ، والفلسفةُ عام 1002م ، وبرز أول رئيس وزراء لغرناطة، وهو الشاعر العبري، شموئيل هانيغاد، المتوفَّى عام 1056، وهو أعظم شعراء العبرية"
انتهى الاقتباس.
الاقتباسات السابقة كانت للأديب والروائي اليوناني، نيكوس كازانتزاكيس، المولود 1883 - المتوفى 1957 وهو مؤلف رواية، زوربا وهي من أشهر الروايات العالمية، كتب انطباعاتِه السابقة، بين عام 1926 - 1927م، أي قبل تأسيس إسرائيل بأكثر من عشرين عاما!
هذا المبدع عمِل صحافيا لصحيفة، ألغيثيروس لوغوس، كلَّفتْه الصحيفةُ أن يقوم بجولاتٍ صحافية قي كثيرٍ من البلدان منها، مصر، وفلسطين، وقبرص، فقام برحلاته في عدد من البلدان، كتب انطباعاته عن فلسطين، ومصر، وسيناء في كتاب (الرحلات).
الاقتباسات السابقة ظهرتْ في كتاب مترجم بعنوان: (الرحلة إلى فلسطين)، المترجم للعربية العام  1990 عن دار ابن خلدون للطباعة والنشر.
من يقرأ الكتاب لا يحتاج إلى برهان بزيف شعار إسرائيل الرئيس: "أرضٌ بلا شعبٍ، لشعبٍ بلا أرض" وقد رسَّخ المحتلون الصهاينة نظريتهم باستخدام نصٍ توراتي من سفر يوشع يقول:
"ملعونٌ قدام الرب الرجلُ الذي يقوم، ويبني هذه المدينة، أريحا"!! (سفر، يوشع 23)
فقد كانت أريحا قبل تأسيس إسرائيل واحةً زاهرة، ترتدي وشاحا مزنراً بأشجار النخيل، وبساتين الموز، ترضع ثدي أمها الفلسطينية، وتتغذى بعرقِ أبنائها الفلسطينيين الأشداء، حُماة التراث والتاريخ.