الأول من أيار... يوم العمال العالمي، اليوم الذي تتجسد به روح الانتماء للحياة التي عنوانها العمل والكد والجد والمثابرة من أجل الحصول على لقمة العيش، التي أصبحت في هذا الزمان صعبة المنال وتحتاج إلى مزيداً من الشقاء والعناء والتعب ومواصلة الليل بالنهار من أجل البقاء على قيد الحياة، بسبب واقع الظروف العالمية والعربية من جهة والفلسطينية على وجه الخصوص من جهة أخرى.
يوم العمال العالمي ذكرى سنوية لم يرتق واقعها المناط بها إلى ما يصبو إليه جموع الطبقة الكادحة وصغار الكسبة من عمال وفلاحين إلى حياة كريمة عنوانها الاستقرار والاطمئنان والأمان لحياة تجعلهم يشعرون بالانتماء المتبادل بينهم وبين الجهة المسؤولة عن العمل بسبب ما يتم ممارسته على الطبقة الكادحة من ضغوطات نفسية وواقعية وانتهاكات وابتزازات ضدهم تشكل عبئاَ اضافياً اخر إضافة إلى طبيعة ونوع العمل الملقى على عاتق الطبقة العاملة.
نستقبل يوم العمال العالمي، وواقع طبقتنا العاملة الفلسطينية وهي في أسوأ ظروفها وأشد معاناتها بسبب الانقسام السياسي وتدهور المناخ الاقتصادي من جهة، وحصار وممارسات الاحتلال بحق الطبقة العاملة من أبناء شعبنا الصامد من جهة أخرى.
جموع الفقراء والفلاحين والعمال الكادحين من الطبقة العاملة هم ملح الأرض وزندها الأسمر، وأحد الأيقونات الوطنية التي تسطر معالم الانتماء للوطن والقضية وعدالتها الإنسانية، في ظل انقسام سياسي بغيض وحصار احتلال وتدهور اقتصادي على صعيد الطبقة العاملة من جهة ، وأرباب العمل من جهة أخرى، الذي على أثره تم اغلاق العديد من الشركات والمنتشات التجارية في قطاع غزة، مما جعل حالة التدهور والركود الاقتصادي سيد الموقف.
في يوم العمال العالمي يجب استنهاض الطبقة العاملة في الواقع الفلسطيني، وأن يكون للعامل الفلسطيني الأولوية والأهمية والاعتبار، لأنه العمود الفقري لمجتمعنا، وأحد الركائز الوطنية التي يقوم عليها المشروع الوطني على طريق الحرية والدولة المستقلة.
يوم العمال العالمي فرصة وطنية فلسطينية لتحييد الطبقة العاملة عن واقع الانقسام السياسي البغيض، ومراجعة وطنية للعمل على حل مشاكل الطبقة العاملة المتعددة والمشابكة، وتوفير فرص عمل تليق قدر الإمكان بالإنسان الفلسطيني
في يوم العمال العالمي نرسل باقة من الورد المعطر الممزوج بعرق الكادحين من صغار الكسبة والعمال والفلاحين الذين يسعون للحصول على لقمة العيش المغمسة بالدم والشقاء بعز وكرامة، وسط معاناة مثقلة بالمتاعب والمحن، في ظل زحام الحياة الفلسطينية التي عنوانها مرحى للفقراء وجموع العمال والكادحين وطوبى لملح الأرض وزندها الأسمر الذي يعمر ويبني ولا يدمر من أجل أن يكون الانتماء صادقاً عنوانه وقوفاً واحتراماً للحالمين من البسطاء بواقع أفضل وغد أجمل، ليبرهنوا فعلاً لا قولاً بأن ...على هذه الأرض ما يستحق الحياة.
عاش الأول من أيار ، وكل عام والطبقة الفلسطينية العاملة بألف خير.