مخاطر لعبة "ترامب - خامنئى"

عماد الدين اديب.jpg
حجم الخط

وكالة خبر

لا بد من مراقبة جيدة للسلوك الإيرانى الحالى، وفى الأيام القليلة المقبلة.

تتعرض إيران إلى أقصى ضغط تعرضت له منذ رحيل الشاه الإمبراطور محمد رضا بهلوى عام 1979، هذه الضغوط غير المسبوقة قد تدفع بالبلاد إلى حافة انهيار اقتصادى واحتمال قوى للانفجار والتمدد الإقليمى.

تتحدث معلومات عن وجود صراع فى إرادتين داخل إيران الآن:

الأولى: ترى أن الحل إزاء الضغوط هو التسخين الإقليمى عبر الحلفاء والوكلاء فى المنطقة من أجل تعظيم الضغط على واشنطن من ناحية وتوجيه أنظار الداخل إلى حالة الخطر الإقليمى الذى يستلزم -بالضرورة- الوحدة الوطنية إزاء التحديات الخارجية مما يؤجل أى مطالب اجتماعية نتيجة سوء الأوضاع الداخلية فى البلاد.

الثانية: تدعو إلى التريث وعدم التصعيد واحتواء الضغوط الأمريكية لفترة ما بعد رمضان والأعياد لحين قيام واشنطن بعرض ما يعرف «بصفقة القرن» فى المنطقة، ساعتها تستطيع طهران ركوب موجة رغبة الإدارة الأمريكية فى التهدئة الإقليمية أثناء عملية تمرير مشروع لا يمكن تمريره عقلياً ولا واقعياً.

هناك مدرسة من التفكير تقول إن إدارة ترامب تلعب لعبة ماهرة وذكية ومناسبة مع طهران على أساس أن الفارق الجوهرى بين أوباما وطهران وترامب وطهران هو الفارق بين معاملة الجنتلمان والقبضاى للقوة الإيرانية المتشددة.

ويقول هؤلاء إن ترامب، وليس أوباما، هو المناسب جداً لتحجيم طهران وهو الذى يعرف اللغة المناسبة لمخاطبتهم.

ويتبنى أصحاب هذه النظرية أن ترامب، قبيل تسويق صفقة القرن، وضع اللاعب الإيرانى فى موقف دفاعى منكمش يجعله مشغولاً -بالدرجة الأولى- بهمومه المالية والاقتصادية بحيث لا يقدر أن يسخن الأجواء ضده تحت دعايات: «بيع فلسطين وضياع المقدسات».

لعبة خطرة للغاية، الجميع يحاول إدارتها بمهارة وجنون فى آن واحد.

عن الوطن المصرية