غزة تحت النار مرة أخرى...

thumb (4).jpg
حجم الخط

.بقلم محسن ابو رمضان.


من الواضح اننا امام جولة تصعيد جديدة يخوضها نتنياهو ضد شعبنا في غزة .
هو يريد أن يثبت انة أكثر يمينية وتشدد من أحزاب اليمين الذي يسعي لضمهم لائتلافة الحكومي القادم وخاصة ليبرمان الذي يشترط توجيه ضربة قاسمة لقوي المقاومة في غزة والذي اعتبر نفسة ضحية لتفاهمات نتنياهو معها وادي لاستقالتة من الحكومة .
معروف ان مباحثات تشكيل الائتلاف الحكومي تخضع لعمليات مختلفة من الابتزاز وعبر التصعيد الأمني يريد نتنياهو أن ينهي هذة الحالة تحت شعار أنهم جميعا بخطر بهدف الإسراع في تشكيل الائتلاف الحكومي وتوفير بعد ذلك حصانة لة عبر قانون وبوصفة  القادر علي إدارة دفتي السياسة والأمن ومن أجل إنقاذ ذاتة من ملاحقة القضاء علي خلفية ملفات الفساد . 
ورغم أن التصعيد يأتي في أوقات حساسة في إسرائيل ومنها التحضيرات للاحتفال بعيد استقلال الدولة الذي يتزامن مع ذكري نكبة شعبنا عام1948 وكذلك مع الاستعدادات للاحتفال باليوروفيحن الفني الأوروبي وكذلك تهيئة المناخات التي تتطلب الهدوء بخصوص نية إدارة ترامب طرح الصفقة المؤامرة بعد انتهاء شهر رمضان .
الا ان نتنياهو ربما سيتجاوز ذلك  ولكن بصورة نسبية وبطريقة مضبوطة في سبيل تثبيت نفسة ملكا لدولة الاحتلال عبر الإسراع في تشكيل ائتلافة اليميني كما يريد أن يخفض من سقف التوقعات لدي شعبنا في غزة وقواة المقاومة بالموافقة علي ما يقدم من مشاريع إنسانية بحدود مدروسة ومحددة بعيدا عن أية تطلعات ذات مغزي مثل إقامة ميناء ومطار وغير ذلك. 
وربما يريد نتنياهو دمج ملف الأسري مع مباحثات التهدئة. 
امام ما تقدم سيلجا نتنياهو للتصعيد المحسوب بما لا تنزلق الامور الي مخاطر حرب مفتوحة لان ذلك سيفسد علية الكثير وخاصةتعزيز  مسار التطبيع مع بعض بلدان الاقليم  وكذلك تعكير صفو الاجواء الخاصة باعلان صفقة ترامب كما انة سيؤدي إلي تبدلات في موازين القوي باسرائيل في غير صالحة.  
وبالوقت الذي تثبت بة قوي المقاومة عبر وحدتها انها قوية ومتماسكة وتستطيع الرد اي انها لن تقبل باقل من تنفيذ مباحثات التهدئة الا انها تدرك بأن غزة بسبب حصار مديد وطويل وحروب عدوانية عديدة شرسة عليها غير معنية بحرب جديدة رغم التقدير العالي لقدرة شعبنا علي الصمود واستعدادة الدائم   للتضحية الأمر الذي يعني عدم رغبتها بالتصعيد المفتوح الا اذا فرض عليها ذلك.
حتي الان التصعيد محسوب ونحن امام تصعيد ارادات لتحسين شروط مباحثات التهدئة كل لصالحة وعبر إبراز أدوات القوة التي بحوزتة في مواجهة الآخر.  ولعل تأجيل عقد اجتماع المجلس الأمني الإسرائيلي  المصغر احد مؤشرات رغبة نتنياهو بإعطاء مساحة لجهود التدخل بهدف تثبيت وقف إطلاق نار من جديد .
ما تقدم يجب أن يدفعنا  لإعادة صياغة الحالة الوطنية علي قاعدة إنهاء الانقسام وتحقيق الوحدة حيث أن الضفة تواجة خطر الضم كما تواجة غزة خطر الحصار والعدوان .
انتهي