مدارسنا وأولادنا ... بين الضياع .. والحل

سامي القيشاوي
حجم الخط

اقترب موعد ذهاب أولادنا الى المدارس، هذا العام يختلف عن الاعوام السابقة، لأن المدارس كأنها لا تريد أن تفتح أبوابها إلا للإيواء، لا تريد هذه المدارس أن تكون منارات للعلم، بقي أولياء الأمور والطلاب بين مَدٍ وجذر حتى أخر يوم من الإجازة الصيفية ، تارة تتأزم الأمور من جهة وكالة الغوث الدولية، يسمع تصريحات ما أنزل الله بها من سلطان ، تارة يقولون تتأخر أربع شهور وتارة يقولون لا مجال لفتح المدارس ، وتصريحات من هنا وهناك فبركات إعلامية لشد الجمهور لقراءة الأخبار حتى أصبحنا متأكدين أن وكالة الغوث لا تريد أن تقدم خدمات اللاجئين الفلسطينيين وكأن الأمم المتحدة تعبت وملت وكلت من القضية الفلسطينية ، فوجدت بالإنقسام الفلسطيني والعراك الفلسطيني على المناصب والكراسي والتهويد الإسرائيلي للضفة والقدس والحروب العربية الجانبية وقتاً مناسباً جداً لإنهاء هكذا موضوع وهو أكبر موضوع  ممكن التحدث عنه ، وهو أحد أهم ثوابت الشعب الفلسطيني وهو حق العودة وكأن الأمم المتحدة تؤمن هي ومن حولها من أنظمة أن الفلسطينيين ليس لهم وطن وإنهاء وكالة الغوث إنهاء لقضية حق العودة وقضية اللاجئين الفلسطينيين ، ونتيجة للعمل الشعبي وليس الرسمي ، أعود وأكرر ، العمل الشعبي الفلسطيني والضغط على كل الأطراف ، أصبح يؤمن العالم أن الشعب الفلسطيني ليس من الممكن تمرير أي شئ عليه في زحمة الضياع العربي ، وأصبح الوضع وكأن قنبلة ذرية موقوته سوف تنفجر في كل لحظة .

وبين عشية وضحاها تم حل المشكلة وسوف تفتح مدارس الغوث في كل أماكن اللجوء الفلسطيني أبوابها أمام الطلبة وكأن شيئاً لم يكن .

ولكن سوف نجد في نصف العام الحالي أو بداية العام القدام نفس الحكاية أو نفس المشكلة لأن الامم المتحدة لا تريد القضية الفلسطينية أن تستمر في واجهة الأحداث العالمية وكل ما يحصل الآن في منطقتنا العربية تكريساً لهذا الفهم .

هذا من جانب الوكالة ، أما حكومتنا العتيده وموظفيها المقدمين بادرونا بعد ذلك بأن العام الدراسي لمدارس الحكومه من الممكن أن لا يبدأ حسب موعده الرسمي والسبب ...!!

أن المدرسين لا يستطعون الوصول لأماكن عملهم بسبب عدم تقاضيهم رواتبهم الشهرية ...!!

أرجوكم .... أرجوكم .... أرجوكم .... أبعدو جيلاً كاملاً من أبنائنا عن مناكفاتكم أبعدوهم عن إنقسامنا أبعدوهم عن كل ما نشأتم عليه ... حتى لا تضيع القضية الفلسطينية وإلى الأبد .