بعثت والدة الشهيد الصحفي ياسر مرتجي رسالة عاجلة ومؤلمة إلى المغنية والفنانة الاستعراضية الأمريكية "مادونا لويز كيكون".
وعبّرت خيرية مرتجى والدة الشهيد ياسر في رسالتها، عن حزنها لعزمها المشاركة في مسابقة الأغنية الأوروبية (يوروفجين)، المقرر إقامتها بـ "إسرائيل" الثلاثاء المقبل.
وقالت: "من المؤكد أنك لا تعرفينني، لكنك تعرفين ابني ياسر مرتجى، لقد سمعت عنه حتمًا في أحد الأخبار أو التقارير المصورة، ربما لم تصدقي الحكاية، فأنا حتى اليوم لا أصدقها، رغم مرور عام على وفاة ياسر أو على مقتله، قتلة شنيعة لا تعرف معنى الإنسانية أو قلب الأم".
وتابعت: "ابني كان مصورًا يحلم بأن يحلق بأحلامه بعيدًا كطائر كان يحمل كاميرته ليوثق الانتهاكات الإسرائيلية ضد المواطنين العزل في قطاع غزة"، مردفة أن كاميرته مرت بثلاثة حروب، طحنت فيها "إسرائيل" غزة على مدار عشر سنوات، كان له السبق في تصوير الدمار، وانتشال الأطفال من تحت الأنقاض، وكان رفيقًا للموجوعين واليتامى، لشدة ما كان يحمل في قلبه من حنان وعطف.
وأردفت: "في عصر يوم الجمعة السابع من إبريل 2018، كان ياسر كغيره من الصحافيين يحمل كاميرته ويرتدي درعه الواقي، وكانت إسرائيل تعلم تمامًا بأنه مصور يقف هناك ليلتقط الصورة، ورغم ذلك أطلقت رصاصتها عليه بدون رحمه، رصاصة متفجرة، دخلت إلى جسده فهشمت العظام وفتت كل الأحلام في طريقها".
ووجهت مرتجي للمغنية "مادونا" سؤالًا قائلة: "هل سمعت يومًا عن الرصاص المتفجر، إنه رصاص محرم دوليًا، يخترق الجسد ويدور في الأحشاء ولا يخرج إلا بعد أن يتأكد من القتل، هكذا فعلت إسرائيل بابني"، متابعة: "سأخبرك عن ياسر، ابني الأكبر، الذي كان يحلم بأن يسافر إلى بلاد كثيرة، ليعرض صوره في معارض العالم، كان يحلم بأن يكون رسولًا لغزة الحزينة، وقد ملأت أفلامه فضائيات مشهورة، حتى بعد موته".
وجاء في الرسالة: "لك (مادونا) أن تتخيلي قبل أن تصلي إلى إسرائيل، كيف هو قلب أم رحل ابنها البكر رحيلًا مستعجلًا، لأن إسرائيل أرادت أن تنهي حياته، تاركًا وراءه طفلًا رضيعًا وامرأة شابة كانت تحلم إلى جانبه، وبيتًا باردًا يخلو من صوته وضحكته التي يعرفها أصدقاؤه تمام المعرفة".
وطالبت والدة الشهيد ياسر "مادونا" بقراءة رسالتها جيدًا، فهي من قلب أم لأم مثلها، متسائلة "فأنت تعرفين معنى أن يكون لديك ولد، وكيف سيكون هو حلمك الذي تعيشين من أجله، وفرحتك التي تسعين لتحقيقها، ثم تقتل هذه الفرحة سريعًا".
وأشارت إلى أن ياسر كان شابًا متواضعًا سلميًا أعزلًا، يحمل كاميرته لينقل للعالم الصورة الحقيقية لـ "إسرائيل" على حدود غزة، وهي تغتال أحلام الأطفال والشباب، لتقتل الصورة التي ينقلها ياسر، لمطالبة الفلسطيني بحقه الذي سلبته "إسرائيل".
واستكمتلت لتقول: "أجل قتلت إسرائيل ابني لتقتل الصورة، وابني ببساطة لم يكن يريد الموت، كان يبحث عن الحياة، يحب عمله، ويسعى إلى تربية ابنه، كان يحب وطنه، ولم يكن يريد أن يتركني، سيدة مادونا، هل تعلمين لماذا أكتب لك الآن، لأنك قررت أن تغني على مسرح القاتل، وتنادي بالحب والسلام في دولة لا تعرف المعنى الحقيقي للسلام، ولا تعرف إلا لغة القتل والحرب، فهل يمكن أن تعيد أغنياتك حق ابني في الحياة الذي سلبته إسرائيل؟".
ومن المقرر أن تنطلق فعالية المسابقة الأوروبية في "تل أبيب" "اليوروفيجن" بـ 14 أيار/ مايو الجاري، وسط دعوات واسعة لمقاطعة من فنانين ومنظمات مناهضة للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي.