يجب وقف عمليات الطعن ورشق الحجارة

صحافة عبرية
حجم الخط

-خبر-بقلم: حانوخ داون
  21 آب 2015  


تصوروا وضعاً كان فيه مسافرو جسر بروكلين يتعرضون للحجارة على رؤوسهم، واولئك الذين يتوقفون لملء خزانهم بالوقود على الطريق من نيوجيرزي الى منهاتن يتعرضون للحجارة مرة كل بضعة أيام. كم من الوقت كان يمكن لمثل هذا الوضع أن يستمر؟ أي وسائل كانت ستتخذ الولايات المتحدة ضد منفذي هذه الأعمال؟
لا يستحق أي اسرائيلي أن يحمل ابنته الصغيرة في يديه بعد أن يصيب حجر رأسها، كما اضطر ابو أديل بيطون الصغيرة لفعل ذلك قبل نحو سنتين ونصف السنة. المواساة الوحيدة في العمليتين اللتين وقعتا، أول من امس – ومثلهما وقع غير قليل مؤخرا – هي ان اولئك الذين يفضلون تجاهل العنف الموجه ضد المستوطنين سيتعين عليهم الان ان يواجهوا الواقع المرير، وان يعترفوا بانعدام الامن الشخصي لدينا جميعا، يساريين ويمينيين، مستوطنين وسكان المركز.

من المحظور علينا أن نعتاد على واقع يخاف فيه الناس في اسرائيل الخروج من السيارة كي يزودوها بالوقود.
يمكننا أن نواصل متابعتنا ونحن نحبس انفاسنا معا مما يفعله قضاة محكمة العدل العليا وبعض نشطاء حقوق المواطن (بشكل ما تستيقظ هذه المنظمات على الحياة فقط عندما يدور الحديث عن الفلسطينيين او السودانيين) في الحالة الدقيقة للمعتقل الاداري المضرب عن الطعام.

يمكن أن نواصل الحديث عن موضع ألمه وكم هو جائع وضعيف. ولكن يمكن ايضا ببساطة ان نكافح "الارهاب"، بكل وسيلة. اذا كنا نحب الحياة فان علينا أن نقرر بأننا غير مستعدين لان نحتمل وان نحتوي رشق الحجارة.
نشر، أول من أمس، في وسائل الاعلام ان اسرائيل تفكر باتباع اليوم الدراسي الطويل في شرقي القدس كي لا يكون للاولاد هناك الوقت لرشق الحجارة على القطار الخفيف.

وهذه طريقة هزيلة للحكم. في حدث الطعن، الاسبوع الماضي، طلب "المخرب" ماء من جندي حرس الحدود.
وعندما أوشك هذا على اعطائه ماء للشرب، هجم الاخير عليه بسكين. 
وفي قتل داني غونين ايضا قرب دولف دار حوار مشابه طلب فيه "المخرب" المساعدة، واستغل طيبة القلب كي يقتل.
هذه ظواهر يجب ان توقظنا وان تساعدنا على أن نستوعب اين نعيش. كما أن هذا ينسجم ايضا مع المهرجان السخيف حول المعتقل الاداري، او كما قال الحكماء: كل من يرحم المتوحشين نهايته ان يتوحش على الراحمين.


في زمن اتفاقات اوسلو قيل انه يجب قلب كل حجر في الطريق الى السلام. انهارت اتفاقات اوسلو، ولكن في كل ما يتعلق بهذا البند، يبدو أن الطرف الفلسطيني بالتأكيد يفي بالمهمة. فلا يوجد حجر لا يقلبه.
عندما قتل قائد لواء بنيامين قبل بضعة اسابيع "مخرباً" رشقه بطوبة كبيرة من مسافة نصف متر، بدأت رقصة الشياطين. نشرت منظمة "بتسيلم" فيلما قصيرا وطالبت بمحاكمته. وصخب المحللون، لو لم يكن يدور الحديث عن قائد رفيع المستوى، بل عن جندي صغير، لكان ممكنا الافتراض بأنه الان كان متورطا حتى القفى في اجراءات انضباطية وتحقيقات، ولكن الحقيقة هي لو أن الجميع كانوا سيتصرفون مثلما تصرف قائد اللواء، ولو ان الجميع كانوا يتعاملون مع من جاء ليقتل مواطنين بالحجارة بصفتهم قتلة، لكانت هذه الظاهرة اختفت منذ زمن بعيد.

عن "يديعوت"