بقلم: النائب عبد الحميد العيلة

" قدوتنا رئيسنا " هل هي حقيقة أم رياء ؟!!            

النائب عبد الحميد العيلة
حجم الخط

غزّة - وكالة خبر

كنت أسمع عن كتيب أسمه " رئيسنا قدوتنا " وذلك قبل صدوره ودون معرفة محتواه إلا أنه يمتدح بطولات رئيس السلطة الفلسطينية وسيرته النضالية وأصبح هذا الكتيب حقيقة بعد أن قامت وزارة التربية والتعليم بإصداره فعلياً وأجري إحتفال رسمي بالأمس الخميس بحضور وزير التربية والتعليم وأعضاء من اللجنة المركزية لحركة فتح وأعضاء من اللجنة التنفيذية وبعض المحافظين بالإعلان عن نشر هذا الكتاب وتبني الرئيس التوسع في طبع هذا الكتيب على حساب السلطة ويوزع مجاناً على كل قطاعات الشعب الفلسطيني ويدرس في المدارس ليتعرفوا على زعيمهم وماذا فعل لهم من إنجازات وطنية وإقتصادية ؟!! وهنا وجب التذكير أننا تعودنا أن نقرأ كتب عن الزعماء بعد رحيلهم للتذكير بما قام به هذا الزعيم أو ذاك وخاصة للأجيال التي لم تعايش هذا الزعيم .. فماذا نقول لزعيم يُكتب عن بطولاته وشعبه شاهد عيان ويعيش التجربه معه منذ توليه السلطة ..

وسؤالي لوزير التربية والتعليم الى هذا الحد مناهج التربية والتعليم بحاجه لهذا الكتيب أما كان الأجدر بك أن يكون كتيبك عن شهداء ورموز قدموا حياتهم فعلياً للوطن .. أليس من الإنصاف والعدل أن يكون هذا الكتيب للرئيس الشهيد ياسر عرفات أبو عمار .. أم أن المنصب كوزير جعلك تقدم ولاء الطاعة للرئيس وعمرك في الوزارة أيام .. وهل تأملت في حال الوطن وما وصل اليه من دمار سياسي ، إجتماعي وإقتصادي ؟!!

هل تأملت مالذي يحدث للمحافظات الجنوبية " غزة " ؟!! هل سمعت عن قطع رواتب الموظفين بالمئات دون وجه حق إلا حرية الرأي والإختلاف مع رئيسك ؟!! هل سمعت عن الآلاف من الشباب الموظفين الذين أحيلوا للتقاعد المبكر بشكل إجباري ؟!! وهل حصار أكثر من 2 مليون فلسطيني في غزة هو نوع من إبراز الهوية الفلسطينية ؟!!

كنت أتمنى على وزير التربية والتعليم أن يعطي نفسه بره من الوقت ليشاهد رأي الشارع الفلسطيني والعربي على تويتر ومواقع التواصل الإجتماعي وركز على كمها وكيفها ليعرف أنه إرتكب خطيئه في تجاهله لزعماء قدموا حياتهم شهداء على مذبح الحرية والوطن وكان لزاماً عليَّ أن أقتبس بعض الأراء وهي لا تعد ولا تحصى وعلى سبيل المثال وليس الحصر .. فمنهم من قال ، فرض هذا الكتاب للتعليم على طلابنا جريمة لأنه يتناقض مع ما قاله محمود عباس " لا أؤيد العودة لصفد وهي مسقط رأسه في فلسطين التاريخية إلا سائحاً وشواء اللحوم بها " وهذا يعني التنازل عن حق العودة الذي أقرته الأمم المتحدة كحق للاجئين الفلسطينين .. وأحد المغردين وجه رسالة لأبو مازن وقال إنها السخرية أن يصل الإنحدار من التسحيج والتطبيل الى هذا الحد ويسأل الرئيس عباس ماذا تركت من تاريخ لعظماء الشعب الفلسطيني ؟!! ومسيرتك كلها من فشل الى فشل ..

وآخر علق بسخرية طارحاً عدة أسئلة تحت عنوان " إمتحان في كتاب قدوتنا رئيسنا "                             

1- ما الحكمة من إعتبار التنسيق الأمني مع إسرائيل مقدس مقدس مقدس ؟!!         

2 - علل ما يلي :                        

أ - لماذا قال الرئيس عباس أنه يعيش تحت بساطير الإحتلال " جزم " ؟!!                  

ب - أعرب الجملة التالية " أنت متنازل عن مدينة صفد مسقط رأسك "               

ج- ماهي المناسبة التي قال فيها أبومازن مالنا ومال القدس ؟!!                                  

ء- على أي قناة قال أبو مازن شغلنا الشاغل في الأجهزة الأمنية هو الحفاظ على أمن دولة إسرائيل ؟!!      

ولو كنت مكانك سيادة الرئيس لرفضت نشر هذا الكتاب وعلى الأقل قبل إعادة الوحدة لشطري الوطن وإعادة الوحدة لحركة فتح ورد المظلمة لكل من ظلم في راتبه سواء بالقطع أو التخفيض .. ورفع الحصار عن غزة .. وسؤالي الأخير هل سيستمر هذا الكتيب مقرراً في وزارة التربية والتعليم بعد رحيل أبومازن ؟!! الإجابة لكم .