الأفعى اتخمت بعد الحمل والديك والأرنب

22.PNG
حجم الخط

بقلم : حمدي فراج

 

تحتفل اسرائيل بما تسميه عيد استقلالها الحادي والسبعين على ما تعتقد انه أنقاض الشعب الفلسطيني و رفاته ، وما بين تسميتها واعتقادها واحتفالها ، يكمن الكثير مما يجب ان يقال في هذا العيد :

اولا : لم تكن دولة فلسطين الجمهورية ولا الملكية تحتل دولة اسرائيل ولا الشعب الاسرائيلي ، لتسمي يومها بيوم الاستقلال قبل احدى وسبعين سنة ، الامر ينطبق على اي دولة عربية اخرى ، من انها كانت تحتلهم او تستعمرهم ليستقلوا عنها ، عديدون من شيوخ شعبنا وشعبهم ما زالوا احياء شاهدون على تلك الجريمة الاممية ، بمن فيهم الرئيس الفلسطيني محمود عباس الذي ولد عام 1935 و هجر من صفد ، والاسرائيلي رئوفين ريفلين الذي ولد عام 1939، البعض منهم يتذكرون اين ولدوا وكيف جلبوا وكيف مهدت الزعامات العربية وأسهمت في اقامة هذه الدولة ، ولقد استمرت عمليات الجلب الى ما قبل ثلاثين سنة من الاتحاد السوفياتي السابق ومن اثيوبيا وارتيريا ، والتي ناهزت مليوني شخص .

ثانيا : اعتقادهم "فلسطين ارض بلا شعب" ، خاب بالمطلق ، وكذلك "الكبار يموتون والصغار ينسون" ، وهي اعتقادات صهيونية لها مواقع عميقة في العقيدة الصهيونية ، ترمي في جوهرها الى ابادة هذا الشعب ، إذ لا تتسع "ارض الميعاد" الا لشعب واحد ، هو الشعب المختار من قبل الرب ، قال مناحيم بيغن الحائز على جائزة نوبل مقاسمة مع السادات : اين هو الشعب الفلسطيني ، وسبقته غولدا مئير حين قالت : لا يوجد شيء اسمه الشعب الفلسطيني ، في حين قال اسحق رابين الحائز على جائزة نوبل مقاسمة مع ياسر عرفات أنه يتمنى ان يفيق من النوم ليجد البحر قد ابتلع غزة . فأين ذهبت كل هذه الاضغاث والترهات؟

ثالثا : يتزامن الاعلان عن صفقة القرن مع الذكرى الحادية والسبعين للاستقلال الوهمي لهذه الدولة شأنا بلغ حد الاتخام ، فالقدس الموحدة اصبحت عاصمتها الرسمية ، وتم الاحتفال بذلك في الذكرى السبعين لاستقلالها ، اعقب ذلك انهاء قضية اللاجئين وعودتهم بحل وكالة غوثهم الدولية واختزال هؤلاء اللاجئين الستة ملايين الى اربعين ألفا فقط ، واعتماد الاستيطان شرعي مقدمة لضم الكتل الاستيطانية الكبيرة الى ملاك الدولة ، سبق ذلك اعتماد الدولة يهودية "نقية" واللغة العبرية لغتها الوحيدة ، تبعه اعتماد الجولان السورية ارض يهودية غير محتلة وبإمكان نتنياهو اضافة مستوطنة جديدة الى مستوطناتها العشرين فيطلق عيها "مستوطنة ترامب" تكريما لهذا الرئيس الصهيوني الكبير .

في لغة الغابات ، كان لا يمكن القضاء على الافعى السامة الخطرة ، التي تنفح سمومها في الارجاء ، الا إذا اكلت واتخمت ، فهذا يعني بالنسبة للصياد انها تتثاقل ولا تستطيع الفرار برشاقتها حين تتم محاصرتها ، في بعض الاحيان كانت تضطر لتجنب المحاصرة ان تقذف ما ابتلعته حين يكون عصفورا او فأرا او صوصا ، فماذا يكون حين تبتلع حملا او ارنبا او ديكا او حمامة ؟

يبدو ان افعانا ابتلعت كل هؤلاء .