كيف تنقشين ذكريات جميلة في عقول أطفالكِ؟

أطفالكِ
حجم الخط

غزة - وكالة خبر

لا يوجد أجمل من الذكريات التي تمر في أذهاننا ونستعرضها فتدخل الفرح والسرور إلى أرواحنا وتنعشنا ونعود لنواصل مشوار الحياة من جديد.

فالذكريات كضوء القمر تضيء الليالي المعتمة بنورها الوضاء، ومن هنا يتوجب علينا جميعًا أن نستغل كل لحظة في حياتنا لنغرس الفرح والسعادة قدر الإمكان حتى نضيء مستقبلنا بذكريات تعيننا على المضي قدمًا بدل أن تكون سببًا في انسحابنا من أدوارنا الإيجابية، وعليه، يمكن للأمهات التفنن في نقش الذكريات مع أبنائهن.

وحول ذلك، تتحدث الاستشارية التربوية د. أمل بورشك بقولها: "شاركي أبناءك تطلعاتهم المستقبلية، وفكري معهم وتندّري، واضحكي على بعض المواقف الطريفة التي تحدث معكم، وخاصة بعض خبرات الطفولة لديك حتى تمتلئ ذاكرتهم بدفء الحكايات والمرح، واحتفظي برسوماتهم وبعض كتاباتهم أو دفاتر مذكراتهم بأن تكتبي لهم بعض العبارات الجميلة، فهذا يساعدهم على التواصل معك باستمرار".

توثيق اللحظات الجميلة

وتضيف، "وثّقي لحظات الأنس والمحبة لكم جميعًا، ولا تستثني أحدًا من العائلة فبعد حين ستأخذكم قسوة الحياة، ويفترق الجميع، فتطفو على سطحها ذكريات هذه الصور التي تستثيركم للتحدث عن ذكرياتكم الجميلة المليئة بالعاطفة الجياشة، وضميهم إلى صدرك واقتربي منهم وابتعدي عن الحواجز الوهمية، وكوني حكيمة في تبادل الأحاديث ولابد من وقفات عائلية وجلسات بعيدة عن صخب الدراسة والعمل والمسؤوليات، بل هي فقط لتبادل الكلام والتسامح مع أبنائك، وعدم تذكيرهم بهفواتهم وزلاتهم، وكوني رقيقة معهم وشاركيهم الفرح والحزن".

وعليك كذلك وفق بروشك أن تبتسمي لأبنائك ولا تقابليهم بمظهر ينفرهم منك ويخيفهم، وتذكري أن الذكريات مفتاح المستقبل؛ فكلما كنت صادقة وصريحة معهم ووفية لأبنائك، سيذكرون هذا أينما حلّوا، إن للذكريات سحرًا وقوة تعطينا أفكارًا ملهمة نستمدها من ماضينا.

وتقول بورشك: إن الذكريات تفرض نفسها وقتما تشاء؛ فكوني ذكية عندما تنقشينها في خلد أبنائك، فصوت الماضي له سطوته وهو لا يقاوم، فلا تدعي ذكرياتهم تقاضيك مستقبلاً بل كوني مصدر الأمان والحكمة والعدل معهم، كما أن الأبناء يتحدثون في لقائهم مع الأهل والأصدقاء عن ذكرياتهم، لذا احرصي أن يكون لديهم مخزون ثري ومنوع من الذكريات الجميلة، فاصنعي كل يوم معهم أمرًا جميلاً، واستمتعي بكل لحظة معهم عوضًا عن التذمر وعرض أطول كشرة أمامهم لعدم رضاك عما أنت فيه، فهم لا ذنب لهم.

سجل ذكريات الطفل

وتلفت بورشك الانتباه إلى أن الطفل عندما يكبر يدخل سجل الذكريات ويقلبه، ويكتشف أنه كان على صواب، لذا تحكمي في صناعة ذكريات أبنائك وابتعدي عما يؤرقك أو ما يصنع ذكريات مؤلمة، فالموضوع بسيط مثل عمل لمة عائلة بسيطة واستعراض مقتنياتهم والبحث عن كلمات يقولونها جميلة أو قصة قصيرة أو طائرة ورقية تطير في السماء أو رسم خطة لرحلة أونزهة إلى مكان قريب أو أسرار حمقاء أو شكل الملابس، أو التحدث عن مشاعرنا الصادقة وأحلامنا البريئة، فالذكريات صناعتها بسيطة جدًا.

وهناك ذكريات حزينة تجر إلى الاستسلام للحزن مثل خسارة نقود أو صديق أو عائلة، فالعقل البشري يعمل ليلأ ونهارًا ولا يتوقف أبدًا، لذا ساعدي أبناءك عندها، بأنهم لا بد أن يتصدوا لها عن طريق العمل الجاد وعدم الاستسلام للحزن عن طريق الخروج للأصدقاء وعدم البقاء وحيدين والبحث عن الراحة والخلود للنوم وطرد الأفكار السلبية من عقولهم فلا يمكن أن تكون كل الذكريات جميلة.