قال خليل التفكجي مدير دائرة الخرائط والمساحة في بيت الشرق بالقدس المحتلة، الخبير في شؤون الاستيطان، إن الاستيطان اليهودي في القدس ، وصل إلى فصوله، الأخيرة، مضيفاً بلغة التشاؤم "سنبكي على القدس كما بكينا على الأندلس، لان تخاذل العرب والمسلمين في حماية المقدسات الإسلامية والمسيحية، سهل على الاحتلال الإسرائيلي عملية تهويدها".
قلل التفكجي من المراهنة على اي دور عربي في المستقبل يمكن ان يشكل ضغط على إسرائيل لوقف انتهاكاتها ضد المدينة المقدسية والمسجد الأقصى.
وقال التفكجي الخبير في شؤون الاستيطان "في عام 2009 أعلنت القدس عاصمة للثقافة العربية قولاً دون فعل، بمعنى أن الأمة العربية والإسلامية لم تقدم للقدس شيء يعزز صمودها وصمود المقدسيين فيها، في وقت تضخ إسرائيل مليارات الدولارات، من أجل اقتلاع الجذور العربية الفلسطينية"، مبيناً أن "ما يحدث في الوقت الحالي من انتهاكات في القدس والمسجد الأقصى، برعاية حكومة بنيامين نتنياهو اليمينية المتطرفة، هو جزء من مخطط بدأ منذ احتلالها".
وبمناسبة مرور 46 عاماً على الذكرى السنوية، لإحراق المسجد الأقصى المبارك عام 1969، على يد اليهودي المتطرف مايكل دنيس، والتي تصادف اليوم الجمعة الحادي والعشرين من آب/اغسطس، طالب التفكجي الفصائل الفلسطينية بضرورة الوحدة من أجل التمكن من التصدي للاعتداءات اليومية التي يشنها قطعان المستوطنين الإرهابين ضد المقدسات."
وأوضح أن إسرائيل تعمل على تهويد مدينة القدس وفقاً لبرنامج منهجي بدأ منذ عام 1967، وما قبل ذلك التاريخ، عام 1948 عندما جرت عمليات التطهير العرقي، في القدس الغربية، بحق العرب وتم نقلهم إلى القدس الشرقية، مبيناً أنه في عام 67 استخدمت إسرائيل مجموعة من القوانين والأساليب من أجل الوصول إلى الأهداف الحقيقية وهي إعلان القدس عاصمة للدولة العبرية.
وذكر التفكجي أن أبرز هذه الأساليب هي مصادرة الأراضي واستخدام قانون البناء، وقضايا أملاك الغائبين، وغيرها التي جعلت الاحتلال اليوم يسيطر على 87 % من مساحة القدس التي جرى توسيعها بعد عام 1967، موضحا ًبانه أقيم ما يزيد عن 15 مستوطنة يهودية في القدس منذ احتلالها، تضم نحو 200 ألف مستوطن داخل المدينة المحتلة.
وقال مدير دائرة الخرائط والمساحة في بيت الشرق " كانت هناك عملية اقتلاع للجذورالعربية والإسلامية ووضع جذور يهودية في هذه المنطقة، مضيفاً " الاقتلاع شمل تغيير كل ما هو عربي وإسلامي وتغيير الأسماء، أول ما جري تغييره وإزالته هو حارة المغاربة والتي يطلق عليها اليوم أسم حائط المبكي ."
وتابع حديثه "وجرى الاستيلاء على بقايا الحارات القديمة الإسلامية، ومنهم حارة الشرف، والميدان، والحيادرا وهي اليوم يطلق عليها اسم الحي اليهودي، بنفس الوقت بدأت إسرائيل تستخدم أسلوب البيت – بيت ، والغرفة- غرفة، من أجل إنهاء الوجود العربي الإسلامي الفلسطيني في القدس".
وذكر بأنه في عام 1990 وضع برنامج أطلق عليه اسم إقامة بؤر استيطانية داخل أحياء القدس"، وحتى اللحظة اقيمت 9 بؤر وهو ما يعني عدم إمكانية تقديم القدس مرة أخرى وفرض سياسية الأمر الواقع."
وأوضح التفكجي، أنه في عام 1994 وضع برنامج إسرائيلي أخر لتهويد القدس يدعي برنامج "القدس عام 2020"، وهو يقضى بإقامة مستوطنات جديدة وتوسيع مستوطنات قائمة، وإقامة منطقة صناعية، وربط كل المستعمرات ببعضها البعض بالتزامن مع عزل القرى الفلسطينية، ثم جاء الجدار العنصري الذي أخرج 125ألف فلسطيني من القدس."
وقال الخبير التفكجي " عند الحديث عن قضية القدس وأين وصل الاستيطان فيها، يجب التركيز على قضيتين، الأولي الجغرافيا وجرى السيطرة على 87% من القدس، والثانية السكان حيث أنه في عام 1972، اتخذ قرار بأن يكون عدد السكان العرب، من إجمالي عدد السكان 22%،
لكن رغم سياسية هدم المنازل وسحب الهويات من المقدسين ومصادرة الأراضي نمي السكان حتى وصلوا في عام 2014م إلى 39%، بالإضافة إلى أن الدراسات الإسرائيلية أظهرت أنه في عام 2040، سيكون اجمالي عدد السكان العرب في القدس الشرقية والغربية 55% وهو ما يعني أن القدس ستكون ثنائية القومية، ورئيس البلدية فيها سيكون عربي."
ولفت إلى أن السكان الفلسطينيين في داخل مدينة القدس المحتلة في ظل الاجراءات الاسرائيلية بحقهم، أصبحوا أقلية أمام الأغلبية اليهودية، قائلاً:" في 1967 كان عدد سكان العرب 70 ألف اليوم نتحدث عن 320 ألف أخرج منهم 125 ألف، في المقابل كان عدد سكان القدس من اليهود في عام 67 صفر، اليوم يوجد 200 ألف إسرائيلي في القدس الشرقية".
وأضح أن عدد الوحدات السكنية العربية في القدس كانت عام 67، 12 ألف وحدة مقابل صفر لليهود، اليوم 58 الف وحدة سكنية لليهود مقابل 48 الف وحدة للعرب، مشيراً إلى وجود مشروع لإقامة 58 الف وحدة سكنية لليهود حتى نهاية 2020.
وقال "ًبالنظر إلى هذه الأرقام سنجد أن الجانب الإسرائيلي وصل مرحلة متقدمة من روايته (لتهويد القدس)، مقابل الإدانات العربية والإسلامية والفلسطينية."