قال رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار قطاع غزّة، السفير محمد العمادي، إنّ التصريحات المنسوبة له بشأن مسؤولية حركة الجهاد الإسلامي عن التصعيد الأخير في القطاع غير صحيحة بالمطلق، لافتاً إلى أنّها تأويل يُراد به المساس العلاقة مع الأشقاء الفلسطينيين.
وأكّد العمادي في توضيح له حول تصريحاته التي أدلى بها في مؤتمر صحفي غزّة، على احترامه كافة الفصائل الفلسطينية، وتقديره لتضحياتها، مُشيداً بالعلاقة المتميزة التي تربطه بحركة الجهاد الإسلامي، باعتباره أحد أهم الفصائل.
ولفت إلى أنّه عقد عدة لقاءات واتصالات مباشرة مع قيادات الحركة خلال زياراته المتكررة لغزّة، مُثنياً على مواقفهم الإيجابية التي تنم عن إدراكهم العميق لطبيعة المرحلة التي تمر بها القضية الفلسطينية وما تتطلبه من حكمة وروية.
وبيّن العمادي أنّ دولة قطر بتوجيهات الأمير تميم توفر الدعم المالي في المنحة الأخيرة لسكان القطاع، في إطار التأكيد على موقفها الثابت في دعم صمود الشعب الفلسطيني وكل الفصائل ومكونات المجتمع الفلسطيني عامة وخاصة في قطاع غزّة، وذلك لتخفيف معاناته الإنسانية على طريق إنهاء الحصار وليس مقابل أي شيء آخر.
وأوضح أنّ ما تقوم به دولة قطر هدفه حقن وحماية الدم الفلسطيني، مُعبراً عن رفضه شنّ أي عدوان ضد الشعب الفلسطيني، وهذا ما يجري تأكيده في كافة المحافل الدولية.
وأضاف: "أحترم قرار الفصائل الفلسطينية وأثق أنها تعمل وفق تقديراتها للواقع لما فيه الصالح سواء، كان ذلك في ميدان السياسة أو المقاومة أو التوصل للتفاهمات الأخيرة نحو تثبيت التهدئة، في إطار قرار فلسطيني موحد يعكس وحدتها الميدانية وأهدافها المرحلية".
وفي ختام حديثه دعا العمادي المتسرعين في التأويل إلى التريث وعدم الاستعجال في تفسير الأمور، وذلك لأنّ ما يربط قطر بفلسطين عبر مسيرة الإعمار والبناء وتخفيف الحصار، هو أكبر من اختزاله في تصريح لم يُقصد فيه الإساءة لأي طرف.
وغادر السفير محمد العمادي، ونائبه خالد الحردان، قطاع غزّة فجر اليوم الأربعاء، عبر حاجز بيت حانون "إيرز"، وذلك بعد تصريحات مثيرة للجدل بشأن التصعيد الأخير في غزّة واتهامه المباشر لأحد الفصائل بالمسؤولية عن أحداث التصعيد الأخيرة.
يُذكر أنّ رئيس اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزّة، السفير محمد العمادي، قد قال في مؤتمر صحفي عقده في غزّة مساء الثلاثاء: إنّ "التهدئة كان من المفترض أنّ تبقى كما هي، إنّ التصعيد الأخير لم يكن يريده الطرفان، لكن أحد الفصائل اختلق مشكلة على الحدود، في وقت تسعى فيه كافة الأطراف لتثبيت الهدوء".