زعمت صحيفة "هآرتس" العبرية أنّ عام 2018 شهِد مغادرة (35) ألف فلسطيني قطاع غزّة عبر معبر رفح ولم يعودوا بسبب الوضع الاقتصادي الصعب في القطاع.
وأشارت الصحيفة في التقرير الذي نشرته اليوم الأحد، إلى أنّ غالبية المغادرين من فئة الشباب المتعلمين، ومن ذوي الوضع الاقتصادي المرتفع نسبياً، بمن فيهم 150 طبيبًا من مستشفيات غزّة، مضيفةً: "خشية استمرار هذه الظاهرة، منعت حكومة حماس الأطباء من مغادرة قطاع غزّة مؤخراً".
وبيّنت أنّ الكثير من المغادرين يرحلون إلى تركيا، ومن ثم عبر وسطاء محليين يعملون على نقلهم بواسطة قوارب تُبحر بهم إلى اليونان، ويستمرون في طريقهم إلى بلدان أوروبية أخرى، موضحةً أنّ من بين عشرات القتلى الذين لقوا حتفهم عند غرق قارب قبالة تركيا الشهر الماضي، كان 13 فلسطينياً غادروا قطاع غزّة.
وأضافت: "في شهر نوفمبر/تشرين الثاني من 2017، تم فتح معبر رفح أمام حركة المرور الفلسطينية للمرة الأولى منذ عقد، مما سمح للكثير منهم بمغادرة قطاع غزة، ولغاية فتح المعبر، لم يكن سكان غزّة يتمكنون من ركوب الطائرات إلا في حالات استثنائية قليلة سمح لهم فيها بالمغادرة إلى الأردن، لكن في ذلك الوقت كان الأشخاص الذين تم إجلاؤهم بحاجة إلى تصاريح من الأجهزة الامنية الإسرائيلية، وعلى ما يبدو فإنّ الأشخاص الذين تم إجلاؤهم رأوا أنّ فتح المعبر فرصة لا تعوض للمغادرة فهرعوا لاستغلاله، خشية من أنه لن يبقى مفتوحًا لفترة طويلة".
وأظهرت بيانات منظمات الإغاثة الدولية ذات الصلة بالأمم المتحدة، إلى أنه في عام 2018 غادر (60،907) أشخاص من قطاع غزّة إلى مصر عبر معبر رفح، فيما عاد إلى القطاع فقط 37،075 شخصا ًإلى غزّة، وفقًا لتقديرات إسرائيل العام الماضي.
ونوّهت إلى أنّ تكلفة سفر الفلسطيني الراغب بالتوجه إلى تركيا، وهي الوجهة الأكثر شعبية والأكثر شعبية بالنسبة لأولئك الذين يغادرون قطاع غزة، تُقدر بحوالي أربعة آلاف دولار.
وأردفت: "يجمع أولئك الذين يغادرون قطاع غزّة، الأموال من أسرهم، كما أنهم في بعض الأحيان يحصلون على قروض لتمويل المغادرة على أمل أنّ يكون فرد الأسرة في إحدى الدول الأوروبية قادرًا على إرسال الأموال إلى قطاع غزّة"، موضحةً أنّ الوجهات المفضلة للمغادرين هي ألمانيا والسويد.
وادّعت أنّ حركة "حماس" تنظر إلى فتح "معبر رفح" كمصدر دخل من المغادرين، حيث إنّ إصدار جواز سفر وتأشيرة والتصاريح الإضافية لها تكاليف على المسافرين، عدا عن الرشوة الخاصة بالحصول على تصاريح لمغادرة القطاع، وأولئك الذين أرادوا تسريع الإجراءات، والتأكد من وصول التصاريح في الوقت المناسب.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أنّ السلطات المصرية تجبي من المغادرين الفلسطينيين تكلفة الانتقال من المنطقة الحدودية مع قطاع غزّة لى أول مطار، حيث يتعين على المغادرين تقديم تذكرة طيران عند وصولهم، ولا يُسمح لهم بالبقاء في مصر باستثناء منطقة المطار.
وختمت الصحيفة تقريرها بتبيّان أنّ حركة حماس أدركت خلال الأشهر الأخيرة، أنّ معبر رفح يسمح للجيل الشاب والمتعلم في قطاع غزة بمغادرته، لذلك تسعى لوقف هذا الاتجاه. وبالتالي، وفي ضوء انهيار النظام الصحي بالقطاع جرى منع الأطباء من المغادرة.