انتقل قطب العقارات دونالد ترامب، أحد مرشحي الحزب الجمهوري المحتملين في انتخابات الرئاسة الأميركية، من صفحات الترفيه والتسلية في الصحف الأميركية إلى الصفحات الأولى، وسط استمرار تفوقه وفق الاستطلاعات على منافسيه الجمهوريين.
وبعد أن كانت التغطية الإعلامية للحملات الانتخابية تتناوله بالسخرية في صفحات الترفيه والتسلية، بات ترامب سيد الصفحات الأولى وموضوعا دائما في نشرات الأخبار والبرامج الحوارية، وعنوانا رئيسيا في نشرات أبرز القنوات الإخبارية الأميركية.
وجاء هذا التغيير بعد أن أظهرت استطلاعات للرأي أن قطب العقارات يتقدم على كافة المرشحين المحتملين للحزب الجمهوري، ليصبح رقما صعبا من المستحيل تجاهله رغم أن برنامجه السياسي غير واضح حتى الساعة، ويفتقد للكثير من المصداقية.
فترامب خطف الأضواء منذ بد الحملات في يونيو الماضي من خلال صراحته وطريقة حديثه المباشرة وتعامله الذكي مع الكاميرات والأضواء، متسلحا بخبرته الطويلة كونه أحد رموز صناعة الترفيه وثقافة الاستهلاك التلفزيوني في الولايات المتحدة منذ أعوام.
وترامب، الذي نجح وفق آخر استطلاع في كسب تأييد 79 بالمائة من الجمهوريين، يتميز عن سواه من المرشحين في الحزبين الجمهوري والديمقراطي على حد سواء، بسلاطة اللسان والمواقف الغريبة التي يتناول فيها مواضيع تتطلب الجدية والكياسة.
وفي أحدث حلقة من مسلسل المرشح الجمهوري المثير للجدل، قال ترامب للصحفية الشهيرة في شبكة فوكس نيوز، ميغان كيلي، إنه يرى الدم يتسرب منها، في إشارة تحمل الكثير من الإيحاءات الجنسية، حسب ما رأى عدد من النقاد في وسائل الإعلام الأميركية.
وذهب المرشح المثير للجدل بعيدا في التصريحات التي تحمل إيحاءات جنسية وتلميحات عنصرية حين قال إنه يتميز عن باقي المرشحين الجمهوريين بالصدق ونسائه الأكثر جمالا، ووصف المهاجرين المكسيكيين البسطاء بقطاع الطرق ومغتصبي النساء والمجرمين.
وتمادى بعنصريته تجاه المهاجرين، مؤكدا أن إحدى أهم أولوياته في حال نجح في السباق إلى البيت الأبيض، هو بناء جدار فاصل على الحدود بين الولايات المتحدة والمكسيك التي يبلغ طولها أكثر من 3 آلاف كلم، متعهدا بإجبار السلطات المكسيكية على تحمل تكلفة بنائه.
أما عن نظرته للسود، فرغم أنه حاول بشكل مبهم إظهار تقديره لهم، إلا أن تصريحات سابقة تؤكد عكس ذلك، لاسيما حين أعرب عن عدم ثقته بقدرتهم على حساب أموالهم، قبل أن يتغزل باليهود قائلا إنه يثق حصرا بموظفين قصار القامة يرتدون القبعة اليهودية لأداء هذه المهمة.
وبعيدا عن الجنس والعنصرية، أظهر ترامب جهلا واضحا في القضايا المناخية، فهو لا يؤمن بالتغيرات المناخية وارتفاع درجة حرارة الأرض ولا بأبحاث العلماء، لأن، وحسب رأيه، الأرض باردة والثلوج غطت مدنا بأكملها في بلاده وسفينة في القطب الجنوبي علقت وسط الجليد.
حتى آلية التصدي لتنظيم الدولة المتشدد تناولها المرشح الجمهوري بتهكم، مؤكدا أن خبرته في مجال مكيفات الهواء ستساعده في إعداد استراتيجية للقضاء على داعش دون أن يحدد الرابط بين المكيفات والمتطرفين الذين يسيطرون على مناطق واسعة من العراق وسوريا.
وتطرق قطب العقارات في إحدى إطلالاته الإعلامية إلى الشأن الاقتصادي ولكن بأسلوبه الساخر الغامض الغريب، وذلك حين أعلن أنه سيصبح في حال كسب الرهان "أعظم رئيس خلق لتوفير فرص عمل جديدة".
ورغم أن تصريحاته تؤكد غياب برنامح انتخابي واضح، لا يزال ترامب متربعا على عرش استطلاعات الرأي في الولايات المتحدة، وقد يصبح في غفلة من الجميع رئيسا كونه يمتلك ثلاثية يعشق متابعتها الجمهور الأميركي، ألا وهي "الجنون والشطحات وسلاطة اللسان".