شكك محللون برواية وزير الأمن الإسرائيلي السابق، ايهود باراك، بأنه سوية مع رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو، قررا مهاجمة المنشآت النووية في إيران، ثلاث مرات بين الأعوام 2010 و2012، لكن هجوما كهذا لم يخرج إلى حيز التنفيذ بسبب معارضة داخل الحكومة.
ونشرت القناة الثانية للتلفزيون الإسرائيلي، أول من أمس الجمعة، شريطا صوتيا يقول فيه باراك إن رئيس أركان الجيش الأسبق، غابي أشكنازي، والوزيرين موشيه يعلون ويوفال شطاينيتس، عارضوا تنفيذ القرار بمهاجمة إيران.
وشككت المحللة السياسية في صحيفة 'يديعوت أحرونوت'، سيما كدمون، في مقال نشرته اليوم الأحد، برواية باراك، وكتبت أنه 'بالإمكان الافتراض أن كل من يعرف باراك منذ سنين، تلقى هذه القصة بصورة محدودة الضمان. ليس لأن شطاينيتس ’ذاب’، فهذا أمر يمكن تخيله. وإنما لأن كل من يتابع خطوات نتنياهو وباراك يعرف أن احتمال شن هجوم ضد إيران كان قريبا من الصفر'.
وأردفت أن 'كلاهما، وكل واحد منهما على انفراد، أثبتا أنهما لا يبتهجان بالذهاب إلى القتال، وقد توفرت لديهما فرصا عديدة لإثبات ذلك. أو مثلما قال (أفيغدور) ليبرمان قبل شهر عن نتنياهو: كيف يمكن لمن غير قادر على معالجة أمر حماس أن يواجه إيران'.
وأضافت كدمون 'هل يؤمن أحد في البلاد بأنه لو أراد نتنياهو وباراك وليبرمان مهاجمة إيران لتمكن أحد من منعهم من ذلك؟ ومن يفعل ذلك، شطاينيتس؟ حقا؟ ثمة حدود لما يمكن أن نصدقه. ويبدو لي أن أي ولد يدرك أنه إذا اعتقد رئيس الحكومة ووزير الأمن أنه يجب مهاجمة إيران، وحتى لو بعد ذلك بحسب رواية باراك، قال رئيس أركان الجيش بيني غانتس إن لدينا القدرة لتنفيذ ذلك، فإنه ليس يعلون، الذي لم يكن وزيرا هاما حينذاك، وبالتأكيد ليس دكتور الفلسفة شطاينيتس، كان بإمكانهما إحباط ذلك'.
ورأت كدمون أنه 'أسهل بكثير أن نصدق أن أشكنازي، وفي أعقابه شطاينيتس ويعلون، صنعا جميلا كبيرا لنتنياهو وباراك. فهم استجابوا بكل بساطة لدعواتهما الصامت بأن ’أمسكوا بنا’'. كذلك أشار المراسل السياسي لصحيفة 'هآرتس'، باراك رافيد، إلى هذا الأمر.
وأضافت كدمون أن يصعب فهم دوافع باراك بكشف هذه الأمور الآن، 'ودوافع باراك ملتوية دائما، بحيث هو نفسه يضل الطريق داخلها. لكن الأمر المؤكد هو أنه يوجد دافع. نية معينة خفية'، ولفتت إلى عدة احتمالات في هذا السياق بينها إعادة كتابة التاريخ، أو تشويه صورة خصمه اللدود أشكنازي في ظل تردد أنباء عن نيته دخول الحلبة السياسية.
ولم تستبعد المحللة أن يكون باراك وراء تسريب التسجيل الصوتي إلى القناة الثانية، رغم أنه ادعى بأنه حاول منع نشره، أو على الأقل لم يأسف على النشر.