تشهد حركة فتح في هذه الأوقات نقاشات حادة وساخنة، بعدما تفاعلت خلال الـ 48 ساعة الماضية تحديدا وبشكل علني أصوات قيادات كبار في الحركة وجهت انتقادات لخطوات الرئيس محمود عباس “أبو مازن” التي ينوي اتخاذها قريبا، والمتمثلة بإجراء تغيير واسع على اللجنة التنفيذية، دون مشاورة زملاءه في قيادة التنظيم.
وقالت صحيفة رأي اليوم في عددها الصادر اليوم الأحد :"قيادات وازنة كبيرة في حركة فتح تؤكد في مجالس تنظيمية أنها لا تعلم شيئا من خطوات أبو مازن المستقبلية، وتنفي أمام مؤيديها قيام أبو مازن باطلاع اللجنة المركزية على الخطواته التي ينوي اتخاذها في الأسابيع القادمة، والتي تتمثل أهمها بإجراء تغيير واسع على اللجنة التنفيذية للمنظمة.
في الكواليس قال أحد مقربي عضو لجنة مركزية لفتح، وهو عضو في المجلس الثوري للصحيفة، أن أبو مازن الذي اعتاد على مشاورة اللجنة المركزية قبل أي قرار يتخذ في اللجنة التنفيذية، وهو تقليد متبع في الحركة منذ أن تولي الراحل ياسر عرفات “أبو عمار” رئاسة المنظمة، لم يقم هذه المرة بإطلاق المركزية على خطواته، واختار عقد اجتماع للتنفيذية ليحسم به مستقبل العمل السياسي، وإن كان قد اتخذ قرارات ويربد فقط تصديقها بالأغلبية المتوفرة له من اللجنة التنفيذية للمنظمة.
وكثر من اللجنة المركزية لحركة فتح لم يخفوا امتعاضهم من الخطوات التي سيقدم عليها أبو مازن، كونهم لا يعرفون مستقبل الخارطة السياسية، ولا يعرفون مخططات الرئيس، التي وضعها أعضاء دائرة مكتبه المصغر، وهم عدد من مستشاريه السياسيين والإداريين والقانونيين.
وجعلت خطوات أبو مازن السياسية الجميع في حيرة من أمرهم، فالرجل سرب عبر قنواته الخاصة أنه يريد عقد اجتمع للمجلس الوطني، ليتيح لنفسه فرصة تغيير عددا كبيرا أولا من اعضاء هذا المجلس ومن المجلس المركزي، قبل أن يغير أعضاء كثر من اللجنة التنفيذية.
فأبو مازن سيشرع كما كشف بتقديم استقالته من رئاسة اللجنة التنفيذية هو وعدد من مقربيه مثل صائب عريقات وحنان عشراوي وغسان الشكعة، وأحمد قريع وأحمد مجدلاني ومحمود إسماعيل.
الكتمان الذي يفرضه أبو مازن وفريقه على الخطوات التي سوف ينفذها في المستقبل وربما في غضون الشهر، جعلت الكثيرين من قيادات فتح وآخرون من قادة الفصائل في حيرة من أمرهم، فمن الجبهة الديمقراطية أحد الفصائل الموجودة في المنظمة، يقول مسؤول سياسي كبير أنهم يتفقون مع أصحاب التفكير القائم على أن أبو مازن سيختار خلال اجتماع المجلس الوطني أن بقي على رأس المنظمة، كما هو الحال في هذا الوقت، نائبا له من خلال استحداث هذا المنصب، وهو موقع يوازي ما كان يشغله القائد الكبير في حركة فتح خليل الوزير “أبو جهاد” الذي اغتالته إسرائيل في العام 1987 في تونس، حين كان يشغل منصب نائب القائد العام، وهذا الامر عبر عنه سابقا مسؤولون في حركة فتح، حيث تشهد الحركة منذ فترة خلافات جادة في وجهات النظر، لم تطفو بعد على السطح، حول المرشح لخلافة أبو مازن.
ومنذ أن اغتيل خليل الوزير “أبو جهاد” لم يعين بدلا منه نائبا للقائد العام للمنظمة والقوات الفلسطينية، وهو المنصب الذي كان صاحبه يعد الرجل الثاني في المنظمة ومسؤولا عن إدارتها في ظل غياب أبو عمار.
وينتظر الجميع ساعات مساء السبت ليعلم شيئا من مخطط الرئيس، حيث يكون قد انتهى اجتماع للجنة التنفيذية الذي يعقد عند الساعة السادسة بتوقيت فلسطين، سيخصص كما قال عضو اللجنة واصل أبو يوسف لتحديد موعد اجتماع المجلس الوطني، ومناقشة مكان انعقاد المجلس، وجدول الأعمال.