"ستعيق تحقيق النصر"

محلل إسرائيلي يكشف أسباب فشل جيش الاحتلال في الحروب الأخيرة

الاحتلال
حجم الخط

القدس - وكالة خبر

كشف محلل إسرائيلي اليوم السبت، النقاب عن عدة أسباب لفشل جيش الاحتلال الإسرائيلي في الحروب الأخيرة في المنطقة.

وأكد المحلل العسكري الإسرائيلي المخضرم رون بن يشاي، في مقالة نشرتها صحيفة "يديعوت أحرنوت" تحت عنوان "لماذا لن ننتصر في الحرب المقبلة"، على أن الأسباب متواصلة وستعيق الجيش عن تحقيق "النصر" في المعارك المقبلة.

وأوضح بين يشاي أن "إسرائيل لن تُهزم في الحرب المقبلة سواءً كانت مع حماس في غزة أو مع حزب الله وسوريا، ولكنها لن تنتصر أيضًا".

وشدد على أن أحد أسباب فشل الجيش في تحقيق النصر الواضح هو "عدم قبول حقيقة وقوع خسائر في صفوف الجنود، ودخول السياسة للجيش، وثقافة تصفية قادة الجيش الذين قاتلوا في الميدان، والحساسية الزائدة للأسرى، وتدخل آباء الجنود في عمل الجيش".

وتابع:"غياب هكذا نصر واضح سيجعل قدرة الردع في تآكل دائم وسيخرج العدو من تحت الركاب يلوح بإشارة النصر، كما يسهم غياب النصر في تقليص المسافات الزمنية بين فترات الهدوء بين كل مواجهة وأخرى وهو هدوء يمنح الاقتصاد الإسرائيلية فترة من الازدهار وتضمن حياة طبيعية للسكان".

في حين عزا عدم القدرة على النصر لعوامل مجتمعية نمت في المجتمع الإسرائيلي منذ حرب أكتوبر 1973، تمثلت في عنصر المفاجأة وما رافقه من خسائر كبيرة للجيش جاءت بسبب الغرور الذي عاشه وعدم مبالاة الاستخبارات العسكرية.

ولفت إلى أن تأثيرات حرب أكتوبر على المجتمع الإسرائيلي كانت كبيرة وتمثلت في ظاهرتين: تراجع المخاوف على الوجود الإسرائيلي من جهة، مع زيادة الحساسية لضحايا الجيش لدى المجتمع الإسرائيلي من جهة أخرى، وتلك الظاهرتان أسهمتا معًا في القدرة على النصر في الحروب وردع الأعداء.

وتطرق المحلل في مقالته إلى مساهمة الإعلام الإسرائيلي فيما أسماه "تضخيم انتصارات حركة حماس في الحرب الأخيرة بالعام 2014".

وأردف: "فعلى سبيل المثل تحولت حادثة استهداف ناقلة الجند شرقي غزة بداية الحرب– وهي حادثة تقع في جميع الحروب- إلى نصر معنوي ومادي كبير لحركة حماس وذلك بعد أن تم تسميتها بكارثة نقالة الجند، وتحويل الملامة لقادة الجيش وقضاء ساعات وساعات من تحليل الحدث إلى أدق تفاصيله ما دفع بحركة حماس إلى استغلاله أبشع استغلال والتلويح به كأحد أعمدة النصر في تلك الحرب"، وفق قوله.

أما على صعيد المستوى السياسي، فرأى المحلل أنه يسهم في الفشل في النصر في المعركة عبر معارك سياسية ذاتية خلال الحرب وتسريب جلسات الكابينت، بالإضافة لصراع قادة الجيش في الميدان، لافتًا إلى أن الإعلام الإسرائيلي يكمل الحلقة المفقودة ويمنح الأعداء فرصة للتعرف على نقاط الضعف.

وبشأن الحلول المتاحة للخروج من هكذا وهن واستراتيجية الاستنزاف التي يمارسها أعداء "إسرائيل"، ذكر "بن يشاي": "يتوجب على الجيش النصر الصريح في المعركة المقبلة بشكل لا يقبل التأويل حتى ييأس أعداؤنا من وجود فرصة للقضاء علينا عبر الاستنزاف".