إنهوا الانقسام أو تنحوا وليقل شعبنا كلمته!!!

33.PNG
حجم الخط

بقلم: فيصل أبو خضرا

 

وسط الأجواء الإقليمية والعالمية الراهنة والتي بمجملهما لا تخدم مصلحة الشعب الفلسطيني بل إن هناك محاولات وسط هذه التطورات لتصفية قضيتنا المقدسة ، يجب على الفصيلين الرئيسيين في الساحة الفلسطينية، فتح وحماس، أن يعودا إلى الأصالة الوطنية الفلسطينية، ويبتعدوا عن الأنانيات الضيقة وتغليب مصلحة الوطن والمواطن والقضية على أي اعتبار آخر، وإلّا فإن استمرار الوضع الداخلي المأساوي من الانقسام والمماحكات يعني تدميرا كاملا لآمال وتطلعات شعبنا الفلسطيني في الحرية وإقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس.

من عجائب هذا الزمن الفلسطيني ان تتفق جميع الفصائل الفلسطينية والمستقلين والقطاع الاقتصادي على رفض صفقة القرن ورفض أي مؤتمر اقتصادي في أي دولة في العالم قبل الانتهاء من اتفاق سياسي واقعي حسب القرارات الدولية والتي وقعت عليها أمريكا وإسرائيل، بينما لغاية الآن لا تسطيع هذه الفصائل أن تنهي الانفصال المعيب والمخزي، الذي يعني استمراره خيانة لآمال وطموحات الشعب الفلسطيني الصابر المناضل وتحديا لإرادته وتجاهلا لحقيقة أن هذا الشعب هو صاحب السيادة الحقيقية وصاحب الكلمة الأولى والأخيرة بشأن مستقبله ومصيره.

من العيب، كل العيب، أن يخرج علينا أي فصيل ليدوس على آمال شعبنا أو يرفع السلاح ويقتل أبناء جلدته أو يفعل ما لم يفعله المحتل.

صحيح القول بان الأخ الرئيس محمود عباس "ابومازن" كان كريما جدا بالإصرار على مشاركة فصيل حماس بان يشترك بالانتخابات التشريعية الثانية، كما انه سلمهم رئاسة الحكومة كي يمارسوا حقهم بالفوز، رغم الضغوط الأميركية والإسرائيلية التي صدها الرئيس، ولكن هذا لا يعني بان لا يلتزموا ببنود اوسلو، التي قامت على أساسها السلطة الوطنية التي اعترف العالم اجمع بها. كما لا يعطيهم هذا الفوز الحق بالانقلاب على الشرعية الفلسطينية والسلطة التي منحتهم الشرعية في النظام السياسي الفلسطيني. والمحصلة كما نراها اليوم للأسف ترسيخ للانقسام مما يوف للاحتلال وحليفته أميركا أرضا خصبة لمحاولة تمرير صفقة القرن التصفوية كما يوفر للاحتلال الذرائع للاستمرار في تنفيذ مخططالت الاستيطان والتوسع والضم.

ولا نشك ان هناك في حماس وفتح رجال اوفياء لمصلحة الوطن يقفون مع الشرعية الفلسطينية ويسعون جاهدين لإنهاء الانفصال.

لا نريد من زعماءنا من جميع الفصائل خصوصا حماس بان يفعلوا عكس ما يصرحون به، أي يقولوا انهم مع إنهاء الانفصال ولكن مع الأسف يكرسون الانفصال بمواقفهم وأفعالهم، ويضللون الرأي العام بان هدفهم النهائي هو إعادة اللحمة الوطنية. فالمطلوب العمل بجد وأمانة وان يجلس الطرفان بغرفة مغلقة ولا يخرجا منها ألا باتفاق ينهي هذا الانفصال الذي أساء لشعبنا وقضيته وتنكر لتضحيات هذا الشعب العظيم من قوافل الشهداء والجرحى والأسرى. والمفارقة أن يتم تشييع هؤلاء الشهداء بإلقاء الخطب الرنانة، ومن ثم يعودون الى بيوتهم وإلى مربع الانقسام وكان شيئاً لم يكن.

لا يمر يوما إلا ونرى الاحتلال يقوم بتدنيس مقدساستنا الاسلامية والمسيحية، ويكتفي إعلام هذة الفصائل بالتنديد والاستنكار الذي لم يردع يوما هذا الاحتلال.

لم يترك الاحتلال شيئا إلا و فعله ، من هدم البيوت ومصادرة وتجريف الاراضي لسرقتها وبناء المستعمرات عليها، نعم المستعمرات المسلحة للاعتداء على قرانا ومخيماتنا ومدننا ولاقتلاع أشجارنا ومزارعنا، وبالمقابل لا نرى إلا التنديد والوعيد بان الرد سيكون قاسيا. ولكن ومع الأسف الرد يكون مزيدا من تكريس الفرقة الانفصال .

الشعب الفلسطيني صبر وقدم الشهيد وراء الشهيد ، ولكن فقد ثقته بهؤلاء الزعماء .

لا نعرف كيف لنا حتى إن نجرؤ على لوم غيرنا من الأشقاء العرب والمسلمين ونحن على هذا الحال نعيش في دوامة الانقسام وتبادل الاتهامات ناسين ومتجاهلين خطر الاحتلال الحقيقي.

لقد حان الوقت ودقت ساعة الحقيقة وهي ان على هؤلاء الزعماء اذا لم تكن لديهم القدرة على تنفيذ ما اتفقوا عليه برعاية مصرية في العام ٢٠١٧ م في القاهرة ، بان يتنحوا ولا أسف عليهم، وليعيدوا للشعب حقه في قول كلمته في صناديق الاقتراع.

ان الرجولة والوطنية ليست بالخطب الرنانة التي أصابت آذاننا بالطرش ، خصوصا الخطب في بيوت الله، لتي يجب عليهم ان يحترموها وليس استعمالها للنفاق والكذب على هذا الشعب المظلوم والاستمرار في ادخاله من دوامة الى اخرى.

صحيح القول بان الشرعية الدولية أعطت الحق لأي شعب خاضع للاحتلال حق المقاومة بكل أشكالها، ولكن ا سلاح الكل الوطني وقرار الكل الوطني بالحرب أو السلم يجب أن يكون بأيدي سلطة موحدة واعية تمثل الشعب حقا وتعرف متى تستعمله، لا ان نهدد به و من ثم ينقلب هذا السلاح ضد الشعب الفلسطيني.

الآن ليس لنا إلا مخرج واحد فقط لقلب الطاولة على أعداء الشعب الفلسطيني، وهو إنهاء الانفصال فورا ، والاتفاق الفوري على المقاومة الشعبية السلمية في جميع أنحاء الوطن عبر انتفاضة شعبية سلمية، وكفى تلاعبا بمشاعر هذا الشعب الذي أعطى درسا لجميع من يريد النيل من وطنيته وهدفه الأسمى وهو مقاومة المحتل حتى التحرير، وعدم النظر أو اتهام أي دولة في التقصير بدعمنا قبل ان نصلح الخلل الرئيسي في ساحتنا وندعم انفسنا أولا.

وما من شك ان طريق النضال هذه طويلة وشاقة وتنطوي على ثمن ولكن الحرية تنتزع ولا تستجدى ، وعندها سنجد العالم اجمع يقف معنا وخصوصاً اخواننا العرب والمسلمين.

ولكن اذا بقينا على هذا الوضع المهترىء فسيبتعد عنا اخواننا وأصدقاؤنا ، ويتجه كل واحد منهم لمصلحته فقط .

وأجيرا وبعيدا عن هذا الموضوع نقول للاخ الدكتور محمد أشتية، رئيس الوزراء، ان شعبنا يأمل ان تعمل الحكومة بجد على إظهار حقيقة العصابات التي سربت وتسرب عقارات المقدسيين أو أية عقارات في الضفة الغربية الى المحتلين ، حيث ان الدكتور الحمدالله وعد في حينه بتشكيل لجنة لتبيان الحقيقة، ولكن لم يت الوفاء بهذا الوعد قبل خروجه من رئاسة الوزراء. الشعب ينتظر الإجابة من الوزارة الحالية. والله المستعان