عقد مدير عمليات وكالة الغوث في قطاع غزّة مؤتمراً صحفياً مشتركاً مع مدير عمليات وكالة الغوث في الضفة الغربية بشأن الوضع الانساني للفلسطينيين.
وشدد شمالي، على أن الأونروا تواجه ثلاثة تحديات في عملها بقطاع غزة، منوهاً إلى أن مليون شخص في القطاع ترتبط حياتهم بالمساعدات الغذائية.
وقال شمالي، إنّ التحدي الأول، هو تفادي الحرب والتعامل مع التصعيد العسكري، مضيفا : "في مطلع مايو، كنا في خضم حرب، حيث أن عمليات إطلاق الصواريخ تجاوزت معدلاتها في 2014، وسقط العديد من القتلى في صفوف الفلسطينيين والإسرائيليين".
وأشار إلى أن غزة دائماً على شفير الحرب"، موضحاً أن هذا يتطلب منا ان نتعامل مع التصعيد العسكري بشكل متكرر"، مشيرًا في الوقت ذاته أنه "شهد حدوث تصعيد عسكري خمس مرات منذ استلامه منصبه قبل عام ونصف.
والتحدي الثاني، حسب شمالي، هو التعامل مع التداعيات الاجتماعية، موضحا أن الحروب وما يحدث في سياق "مسيرات العودة" أثرت بشكل سلبي على الناس.
وأفاد شمالي، بأن التحدي الثالث يتمثل في "التعامل مع مستقبل أكثر إشراقاً في ضوء الوضع الحالي، خصوصاً فيما يتعلق بالخدمات الصحية والتعليمية".
وفي هذا الصدد، لفت شمالي إلى وجود "274" مدرسة للأونروا في غزة، تقدم فيها الخدمات التعليمية الأساسية، مؤكداً أن المقررات الدراسية هي ذات المناهج التي تقدم في كل دولة سواء لبنان أو غزة أو الضفة.
وقال: "المقررات الدراسية تضعها السلطة الفلسطينية (..) على مدار السنوات الماضية تحسن المحتوى على ضوء الهواجس التي عُبر عنها"، مشيرًا إلى أنه لدى الاونروا "آلية داخلية لمراجعة المقررات والكتب، وأن من 3 إلى 5% من الصفحات بها بعض الاشكاليات".
وأضاف: "لدينا اجراءات قائمة نطلب فيها من معلمينا ان يراعوا هذه الصفحات وايصال الفكرة للطلاب بشأن حساسيتها"، مشددًا على ضرورة بذل الجهد لضمان قيم ومبادئ الأمم المتحدة.
ونوه إلى أن وكالة الغوث تدير مئات المدارس، متسائلاً: "هل هناك بديل لذلك، ولتوفير الطعام لمليون شخص وايضا مراكز صحية وغيرها من الخدمات التعليمية (..) من الصعب ان نرى ما هو البديل الذي يمكن ان يحل محل هذه المنظومة".
وقال: "نحن نسعى لتقديم التعليم للاطفال بدلاً من ان يتركوا على قارعة الطريق، ولا ارى ان ذلك يمكن ان يمثل عقبة في طريق السلام".
ووفق شمالي، فإنه في حرب 2014 تم اكتشاف أسلحة في مدرسة لكنها لم تكن مخزنة على سطح، موضحاً أنه تم إبلاغ كل السلطات بما فيها الإسرائيلية، وتمت إزالتها.
وتابع إنه تم اكتشاف من (3-4) أنفاق، وجرى إبلاغ حماس أن "أمر كهذا غير مقبول"، منوهاً إلى أنه تم آنذاك اتخاذ إجراءات أفضت لإغلاقها.
وأوضح أن "95%" من الموظفين في الأونروا من اللاجئين، لافتا إلى أن وكالة الغوث اضطرت إلى إقالة "116" موظفاً وأكثر من "500" موظفا تحولوا من الدوام الكامل إلى الجزئي، أغلبهم من المستشارين النفسيين، كما اضطرت لتقليص بعض الخدمات.
وبحسب شمالي، فإنه في ضوء الأزمة المالية، فإن عدد الطلاب في كل فصل دراسي يزيد عن "41" طالباً؛ معرباً عن قلقه من الأمن الغذائي وتوفير المواد الغذائية.
وقال: "حافظنا على الأمن الغذائي وتوفير "192" مليون دولار لكن كان ذلك على حساب زيادة عدد الطلاب في الصفوف لاننا لم نرد نقيل معلمين".
وأردف مدير عمليات الأونروا قائلاً: "نحتاج "68" مليون دولار لضمان استمرار تقديم المواد الغذائية في غزة وهذا مرتبط بخدمات اخرى مثل التعليم".
وأكمل شمالي: "للأسف في غزة، لدينا "80%" من اللاجئين الفلسطينيين، وهناك تقريبا مليون شخص ترتبط حياتهم بالمساعدات الغذائية التي نقدمها، وذلك يحافظ على الامل بالنسبة لهم ونحاول ان نتجنب الفقر وتبعاته من خلال خدماتنا".
وزاد قائلاً: "نقدم لـ"70"% من السكان في غزة خدمات، ونحن نمثل فاعلاً ذي اهمية كبيرة"، لافتاً إلى أن هناك "13" ألف شخص يعملون في الأونروا، وأن قرابة "100" ألف شخص في غزة ترتبط حياتهم بالمعاشات التي تقوم بصرفها الاونروا للعاملين.
وفي شأن آخر، لفت إلى أن أحد الهواجس التي تقابل وكالة الغوث، "توفير الاموال ل فتح المدارس مجددا في شهر اغسطس المقبل"، مشيرًا إلى عدم توفر الأموال الكافية لفتحها.
وقال: "لا زال امامنا أسابيع، ونأمل في الحصول على اموال في مؤتمر المانحين"، موضحاً أن هذه المؤتمرات تجري من أجل "ضمان استمرار دعم المدارس كي لا نصل للوضع الذي وصلنا له في العام الماضي".