بقلم:  د. محمد عبد اشتيوي

الفرح فرحنا والعريس غايب

د. محمد عبد اشتيوي
حجم الخط

غزّة - وكالة خبر

من أهم مرتكزات نجاح أي عقد قران واتمام مراسيم الفرح، هو تواجد العريس الذي يمثل العنصر الأهم في إتمام مقتضيات ومتطلبات الفرح من بدايته حتى نهايته، وهو الذي سيكون مسئولاً عن تنفيذ بنود ومترتبات العقد العملية والتي تتعلق بتفاصيل الحياة كاملة، وهو الذي سيتحمل وزر حسنات وسيئات وجوده كطرف في ذلك العقد.

ما تذهب اليه أمريكا ومعها اسرائيل والعديد من الأطراف نحو عقد ورشة عمل أو مؤتمر اقتصادي في البحرين، يمثل حالة من تجهيز وحشد الكثير من الطاقات والامكانات في محاولة لعقد قران بدون وجود العريس، ودون رغبة العريس، ودون علم العريس، وكأنه عقد افتراضي قسري يتجاوز عنصر القبول والرفض الذي يعتبر جزءاً اصيلاً من صحة العقود.

الادارة الامريكية وأصحاب المصالح في المنطقة يعهدون الى إنهاء حالة الصراع القائم بين الفلسطينيين والاحتلال الاسرائيلي ،يعملون وبكل امكاناتهم لرسم معالم جديدة على كافة المستويات لتحقيق امن اسرائيل في المنطقة، في محاولة نحو ترسيم معالم خارطة جغرافية وسياسية جديدة للمنطقة تقوم على تحقيق المصالح لذوي العلاقة بما يسمى بصفقة القرن الصهيوامريكية، وذلك من خلال حفاظ عدد من الدول المشاركة والداعمة لها على مصالحها من حيث بقائها في الحكم والحفاظ على الحد الادنى من استقرارها المهدد من قبل الادارة الامريكية، فبات العديد من دول المنطقة لديه القابلية لمنظومة التطبيع مع الكيان الاسرائيلي كقدر مفروض عالميا على المنطقة العربية باسرها ،في العديد من المجالات، مثل التطبيع الاقتصادي او الثقافي والاكاديمي او حتى السياسي والامني، وذلك يعتبر ركناً اساسياً في اتمام صفقة القرن المزعومة،  وهو مقدمة وصياغة لأرضية خصبة لكل اطماع اسرائيل وامريكا في المنطقة.

فكيف ان كانت فلسطين صاحبة الشأن والقطب الرئيس في معادلة الحل غائبة عن طقس الفرح والزفة الامريكية المزمع عقدها في البحرين، فهل من الممكن ان تتم وتكتمل مراسيم الفرح دون وجود العريس،(فلسطين)، في تقديري ان الادارة الامريكية تلعب في خيوط مهترئة نواصيها تائهة بين مصالح اقطابها، وهي فعليا ترسم لوحة جديدة للمنطقة بالوان باهتة تائهة متداخلة لا يمكن ان تشكل معلماً يمكن ان وستفيد المنطقة العربية منه ابداً.

فجهد الادارة الامريكية واسرائيل ومن معهم الى بوار، طالما لا يلبي ادني حقوقنا الفلسطينية، ولم يرد أي من حقوقنا المسلوبة، ففلسطين هي مفتاح الحل والاستقرار في المنطقة، وان تجاوزها او القفز عنها كالذي يقفز في الهواء دون جدوى او هدف.
الفرح بدون العريس باطل !!!!!