لقد أعطت الخيول العربية الأصيلة عبر التاريخ موقعًا فريدًا من نوعها، فهي تقريبًا مصدر جميع سلالات الخيول من ذوات الدم الحار. ولطالما كانَ الخيل العربي هدية قيمة بين رؤساء الدول في جميع أنحاء العالم بسبب حيويته وشجاعته وصبره وحماسه وذكائه وفطنته وصحته الجيدة ونقاء دمه وحُبه للتعلم وفوزه بالسباقات الطويلة والوفاء لصاحبه والتضحية في سبيله، مما جعلَ منه نموذج الفنان المفضل لعدة قرون.

وعُثرَ في مرتفعات نجد، في قلب شبه الجزيرة العربية، على منحوتات صخرية للحصان العربي يعود تاريخ نحتها إلى نحو 1300 سنة قبل الميلاد. كما عُثر على تحف فنية في مصر القديمة يعود تاريخها إلى نحو 2000 سنة قبل الميلاد تصور نفس نوع
الحصان. ولا يُعرف أصل هذا الحصان الجميل الرائع حتى الآن، ولكن الأبحاث العلمية تشير إلى وجوده في هذه المنطقة منذ عصور ما قبل التاريخ، حيث الطبيعة الجغرافية المناسبة له، والتي وهبته سمات شخصية الدم العربي الكامل.

وصلت الخيول العربية إلى السويد في القرن التاسع عشر الميلادي، حيث أسس الملك السويدي كارل الخامس عشر أول مربط للخيول العربية سنة 1864م. كما استورد الدكتور آبي إريكسون خيولًا عربية من ألمانيا الغربية مطلع سنة 1953م بهدف تحسين سلالة دم الخيول السويدية، إلا أن السويديين فضلوا الدم العربي الكامل للخيول العربية بسبب نقائه وتحمله فصول السنة الأربعة، ولم يمض وقت طويل حتى ولدت في السويد سلالة الخيول العربية النقية. وتأسس في العشرين من نوفمبر تشرين الثاني سنة 1964م أول اتحاد للخيول العربية السويدية بعدد أعضاء بلغَ نحو ثلاثة وعشرين شخصًا، وسرعان ما أدرجت الخيول العربية الأصيلة في أول سجل سويدي سنة 1968م، حيث احتوى السجل آنذاك على ثمانية وسبعين حصانًا. ويتواجد في
السويد اليوم نحو 355 ألف خيل، منها نحو 8600 خيل عربي.

ولقد أثبتت الأبحاث العلمية الحديثة أن الحصان العربي لا يزال يحمل تراث أصله في الجينات الوراثية، كما يمتلك ميلًا واضحًا للتكاثر مع سلالات الخيول الأخرى حتى على حلبة السباق. ويتراوح سعر الخيول العربية في السويد بين 10000-25000
كرون سويدي/ 1000-2500 دولار أمريكي، ولكن أسعارها تزداد بالتوازي مع أعمارها وصحتها وارتفاعها، فمثلا الخيل العربي بعمر ثلاثة سنوات وإرتفاع نحو 150 سم يبلغ سعره اليوم نحو 45000 كرون سويدي/ 4700 دولار أمريكي.

يذكر أن الخيل العربي يتمتع بعينين واسعتين وصافيتين، وأذنين قصيرتين، وهي من أهم الصفات الرئيسية التي يبحث عنها السويديين، فهي تدل على أنه من عرق أصيل.