فيلم الممر ردا على هزيمة حزيران عام 67

التقاط.PNG
حجم الخط

غازي فخري مرار

 

حينما تجاهل السياسيون والصحفيون احداث 5 يونيو 1967 ذكرى النكسه جسدتها السينما بوعى وانصفت جيش مصر البطل الذى خاض معارك ما بعد النكسة ومهد الارض ليوم العبور الكبيلر

تحية لهذا الفلم العظيم الممر الذى جاء ردا على الشامتين والمتباكين على احداث 5 يونيو 67 . واعدت مقالا لاخى الدكتور عمرو عبد السميع الذى كتب مقالا رائعا فى ذكرى النكسة ردا على كل الاقاويل التى حملت تهكما وشماتة خصت فيها عبد الناصر والعسكرية المصرية . وما ان سمعت عن هذا الفيلم للفنان الكبير احمد عز وقرات عنه ملخصا فى صحيفة الاهرام حتى اتجهت الى سينما الزمالك وحضرت الفيلم وقد عشت مراحل النكسة وعانينا ومعى الطلاب العرب الامها وقلت انها الطعنة الثانية التى تلقاها عبد الناصر بعد طعنة الانفصال وسببت له جراحا عميقه عجلت من رحيله عام 70 .

لاحظت ان معظم الذين حضروا الفيلم شبانا وفتيات صغار واختاروا هذا الفيلم وفضلوه عن الافلام الهابطة التى تعرض فى مثل ايام العيد . سعدت بهذا الحضور وقلت عل فلم الممر يلقى اضواء على ما فعله عبد الناصر والقيادة الجديده التى اختارها بعد النكسة : محمد فوزى , عبد المنعم رياض , الشاذلى والقيادات البحرية والجوية وقيادات الصاعقة والمدرعات والمشاه . وما فعلته هذه القيادات فى اعادة بناء القوات المسلحة من عناصر جامعية اتقنت استخدام الاسلحة الحديثه التى حصل عليها الجيش المصرى بعد النكسة فى مختلف فروع الاسلحة . فكان التسليح والتدريب على اعلى المستويات وقد تمثل ذلك فى فلم الممر كيف استطاعت قوات الصاعقة باجسامها العملاقة ولياقتها البدنية وتدريبها على مختلف فنون القتال ان تتوغل فى عمق سيناء وتمكث ما يزيد على الاسبوعين بمعنويات عاليه تمثلت فى كلمات قائد المجموعة وحديثه عن الارض والكرامة والثار . بعد الحرب النفسية التى شنتها القوى الصهيونية والاستعمارية على جيش مصر وهزيمته فى 5 يونيو . وقد قابل اهلنا فى فلسطين جزءا من قوات الصاعقة الذين توغلوا فى الوطن المحتل لتدمير مطار اللد وتدمير المعسكرات التابعة للجيش الاسرائيلى كما فعلوا فى سيناء يوم هاجموا المعسكر الاول ليحرروا الرهائن لدى القوات الاسرائيلية . وكيف اقتحموا المعسكر بجراة عاليه وقتلوا كل من فيه وحرروا الاسرى الذين وصلوا بعد ان شاركوا فى تدمير معسكر للجيش الاسرائيلى واصطدموا مع الدبابات الاسرائيلية وقضوا على القوات المتواجده فيه . وهنا يدور الحديث بين قائد الصاعقة احمد عز والقائد الاسرائيلى الاسير الذى وقف امام صورة عبد الناصر بعد الايام الستة يساله بشماته : كنت ستلقى بنا فى البحر . ولا انسى كيف كانت بداية الفلم باغنية ام كلثوم الرائعه راجعين بقوة السلاح . التى غنتها قبل حرب الايام السته .

يبين الفلم الجهد الذى بذله عبد الناصر ومعه القيادة العسكرية التى صممت على تحرير سيناء وخاضت معارك الاستنزاف التى جسدها الفلم بمهنية عاليه . كنا نسمععن هذه المعارك وعن توغل القوات فى سيناء وما حققوه من خسائر فى صفوف العدو .

انصح ان يحضر الفلم شباب هذا الجيل ليشاهدوا صورا حية عن حرب الاستنزاف وما قام به الجيش المصرى وقيادته المخلصه . ليرى الشباب ان هذا الجيش الذى قالوا عنه انه لا يقهر كيف تقهقر سريعا اما قوات الصاعقة وبطولات القوات المسلحة المصرية . وليرى هذا الشباب كيف ان هذه الامة قادرة ان تحقق النصر المؤزر مهما كانت قوات العدو الصهيونى واسلحته . ان ايمان الجندى العربى تختزن فى قلبه طاقة لا يهزمها العدو وكان هذا واضحا فى حرب 73 وفى المواجهات مع قوات الثورة الفلسطينية فى معارك لكرامة وجنوب لبنان ومعركة حصار بيروت . نحن امة قوية بايماننا فالنصر او الشهادة . وستنتصر هذه الامة ما دام جيش مصر يشكل الركيزة الصلبة ويحمى الامن العربى ويؤمن ان فلسطين عربية وستعود الى احضان الامة العربية .

تحية الى من اخرج هذا الفلم وتحية الى الفنان الكبير احمد عز ومن معه من الفنانين الذين ابدعوا واعادو لمصر هيبة جيشها وقوته ولم تكن النكسة سوى مرحلة تتلوها مراحل فكان حرب الاستنزاف وانتصار اكتوبلر العظيم . تحية الى جيش مصر والى قيادته العسكرية الذى يواجه الارهاب ويشكل درعا لحماية هذا الوطن وتحية الى شعب مصر الذى نعتز به شامخا فى كل معارك هذه الامة والنصر لامتنا العربية الابيه .