يعيش حوالي سبعون ألف مستوطن في أكثر من خمسون تجمعاً استيطانياً في المنطقة الحدودية لقطاع غزة ( ويطلق عليه غلاف غزة ) ، حيث كان هناك اقبال كبير في عدد المستوطنين الذين ينتقلون للعيش في تلك المستوطنات خلال السنوات الماضية وخاصة القادمون الجدد لدولة الإحتلال نتيجة الإغراءات المالية الكبيرة التي تقدمها حكومة الاحتلال لهم ومنحهم الاراضي والمياه وشراء منتجاتهم الزراعية والصناعية بسعر مرتفع و لكن منذ مارس العام الماضي ٢٠١٨، شهدت المنطقة عدة جولات من المعارك المحدودة بين الاحتلال والمقاومة في غزة مما تسبب في اثارة حالة من الخوف لدى المستوطنين والبقاء بالقرب من الملاجئ لأن لديهم حوالي عدة ثواني للعثور على مأوى من الصواريخ وقذائف الهاون.
بالاضافة إلى احتجاجات ومسيرات سلمية على طول حدود القطاع التي نظمها الفلسطينيون منذ آذار/مارس عام ٢٠١٨ ) تحت عنوان (مسيرات العودة الكبرى وكسر الحصار)، و إستخدم المتظاهرون على الحدود وسائل سلمية كإحراق الاطارات وإطلاق بالونات وطائرات ورقية والقاء حجارة، و تلك البالونات كما تقول تقارير الاحتلال تسببت في اشعال حرائق في الحقول الزراعية المحاذية للقطاع والحق خسائر مادية كبيرة.
كما يتحدث كثير من المستوطنين عن سماعهم صوت حفريات تحت منازلهم مما يشعرهم بالرعب و يخشون خروج مقاتلين فلسطينيين داخل مستوطناتهم في اي لحظة ..
هذا الوضع الامني المربك في مستوطنات غلاف قطاع غزة دفع في الايام الماضية إلى هروب اكثر من ١٠ اسر صهيونية و حدث كبير لم يحدث في تاريخ هذه المستوطنات ويخشى الاحتلال من زيادة الهاربين من المستوطنات وتحدث عملية إفراغ تدريجية نتيجة الخوف لهذه المستوطنات مما يرفع معنويات الشعب الفلسطيني و المقاومة .
هذا لا يعني ان الاحتلال قد ينسحب من هذه المستوطنات التي تعتبر جدار امني مهم حتى لو هرب المستوطنين من كل هذه التجمعات لانها بالأصل ثكنات عسكرية للاحتلال وه جزء من أراضي قطاع غزة احتلها الاحتلال عام ١٩٦٧ ..
الاهم في هذا الحدث هو رفع معنويات الشعب الفلسطيني والمقاومة التي تمكنت من احداث هذه الحالة من الارباك لدى المستوطنين وتظهر نجاعة المقاومة طويلة الامد حتى لو كان جزء منها سلمي وهذا الامر يجب ان يكون عامل محرك للمقاومة في الضفة الغربية لتغير شكل الصراع .. و الرهان على الشعب الفلسطيني في تغير المعادلة رغم التفوق الكبير العسكري والأمني الصهيوني فالشعب الفلسطيني هو البوصلة ويحتاج لقيادة بحجم تضحياته تنهي سنوات انقسامه و توحد رؤيته وتضع استراتيجية واحدة وواضحة يلتف الجميع حولها في كل اماكن التواجد الفلسطيني وهذا الامر هو الكفيل بمواجهة اي مشروع يتنكر للحق الفلسطيني ودون ذلك ذر للرماد في العيون