أكد وزير الحكم المحلي مجدي صالح، اليوم الأربعاء، أن الحكومة لن تسمح بتحويل قطاع غزة لمنطقة غير قابلة للحياة، وأن يكون الشباب الفلسطيني ضحايا لقراصنة البحر والمهربين.
جاء ذلك خلال حفل افتتاح مكب نفايات الفخاري الصحي الجديد شرق محافظة خانيونس، بحضور محافظي قطاع غزة والقنصل العام لجمهورية فرنسا بير كوكارد، رئيس بعثت الاتحاد الأوروبي رالف ثرالف ، ممثل البنك الدولي بيورم فيلب، والمهندس علاء البطة رئيس مجلس إدارة مجلس الخدمات المشترك رئيس بلدية خانيونس وعدد من الشخصيات والمواطنين.
وقال الوزير صالح: "أقف اليوم بين أبناء شعبنا الصامد في غزة الحبيب والتي ضربت نماذج ساطعة ليس في التضحية المتواصلة منذ بدء المأساة الفلسطينية، بل كانت دوماً رئة تنموية لشعبنا وقصة نجاح احتضنت بذوره الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف".
وأضاف: "إننا في الحكومة الفلسطينية وبناءً على كتاب تكليفها من الرئيس محمود عباس، سنعمل على المحافظة على وحدة الأرض والشعب في كل من الضفة والقطاع والقدس والشتات، وسنكون حكومة الكل الفلسطيني، ونحن مكلفون بخدمة أبناء شعبنا في كل أماكن تواجده، ولن تمنعنا إجراءات المحتل أو الانقسامات السياسية من تقديم كل ما نملك لخدمة أبناء شعبنا وتعزيز صموده وخاصة في قطاعنا الحبيب".
وتطرق خلال كلمته، إلى الحصار الذي يتعرض له قطاع غزة، قائلاً: " كفى لعشرات السنوات من الحصار والتجويع وتجفيف مصادر الحياة، ولن نسمح بأن يتحول القطاع لمنطقة غير قابلة للحياة، ولن نسمح بأن يكونوا شبابنا ضحايا لقراصنة البحر والمهربين، وأن يركبوا قوارب الموت في البحار بحثاً عن أمل مفقود أو سراب واهم"، مضيفاً: "يكفي أن يبقى أكثر من مليوني إنسان رهينة حصار وتجويع ومعادلات إقليمية ودولية هدفها قتل روح الحياة والأمل لشعبنا في هذه البقعة العزيزة من وطننا".
وتابع: إن "دعم غزة والوقوف إلى جانبها ليس شعاراً يطلق عبثًا، وإنما هو ممارسة عملية وواقعية، فقد قامت الحكومة في جلستها قبل الأخيرة بالتأكيد على وحدة مصير شعبنا وتوحيد معايير صرف الرواتب وتعزيز صمود المواطنين في مواجهة التحديات الوجودية المُحدقة به، متمثلة بـ(صفقة القرن) مؤتمرات تُعقد هنا أو هناك بهدف تصفية القضية الفلسطينية وتحويلها من قضية وطنية إلى قضية امتيازات مالية وإنسانية، وهو ما يرفضه الكل الوطني الفلسطيني"، مضيفاً: "نحن ندرك تماماً أن مواجهة هذه التحديات لا يكون إلا بوحدة وطنية تحصن الجبهة الداخلية لتكون قادرة على حماية المشروع الوطني الفلسطيني وأحلام شهدائنا الأبرار".
وتابع: "نفتتح اليوم هذا المشروع الحيوي والإستراتيجي ضمن الإصرار من حكوماتنا والحكومات المتعاقبة على صُنع الحياة والأمل للمستقبل، هذا المشروع الذي يخدم أكثر من 900 ألف نسمة، حيث صُمم وجُهز بأحدث الطرق الفنية والعليمة، والذي بدأ العمل به منذ 5 سنوات، ووضعت أمام تنفيذه العشرات من العراقيل والتعقيدات، إلا أن الإصرار والالتزام كان هو المنتصر من أجل أن ينعم المواطنين بخدمة متطورة في التخلص من النفايات ومن أجل الحفاظ على بيئة نظيفة والمحافظة عل المياه الجوفية من التلوث".
ويُعد مشروع مكب نفايات الفخاري الجديد من المشاريع الإستراتيجية على مستوى الأراضي الفلسطيني، ويعتبر هذا المشروع هو أحد مكونات برنامج إدارة النفايات الصلبة في قطاع غزة والذي يُنفذه صندوق تطوير وإقراض الهيئات المحلية لصالح مجلس الخدمات المشترك لإدارة النفايات الصلبة في محافظات خانيونس رفح والوسطى، بتمويل من مجموعة البنك الدولي والوكالة الفرنسية للتنمية والإتحاد الأوروبي ومملكة السويد.