أعدّ رئيس أركان الجيش الإسرائيلي الجنرال أفيف كوخافي خطة جديدة، لمواجهة حركة حماس في غزة وتنظيم حزب الله في لبنان.
وأفادت صحيفة "يديعوت أحرنوت"، بأنّ خطة كوخافي التي يطلق عليها اسم (تنوفا) وبالعربيّة دَفْع، تؤكّد على القضاء كليًّا على العدوّ وبشكل منهجيٍّ، فيما ستٌقاس قدرة الوحدات المُقاتِلة في عدد القتلى الذين تُوقعِهم في صفوف العدوّ.
ونقلت الصحيفة عن المصادر العسكريّة بتل أبيب، قولها: إنّ "الخطة ستبدأ في شهر كانون الثاني (يناير) من العام المقبل وتنتهي في العام 2024".
وأوضحت أنّ الخطّة الجديدة، لا تعتمِد بتاتًا على الحروب الطويلة، التي تنتهي عادةً بتدّخل المُستوى السياسيّ للتوصّل لتهدئةٍ، بل إنّ كوخافي يُشدّد في خطّته على القضاء الكامل على العدوّ دون توقّفٍ، وتفعيل القوى الناريّة المُكثفّة، بهدف إيقاع مئات القتلى في صفوف العدوّ خلال فترةٍ قصيرةٍ، حتى تكون النتيجة واضحةً لجميع الأطراف.
وتطلب الخطة من كلّ وحدةٍ قتاليّةٍ الإثبات بأنّها تمكّنت على الأقّل من القضاء على نصف المُقاتلين من الطرف الثاني، وهذا الأمر ينسحب على حزب الله في لبنان، وعلى فصائل المُقاومة الفلسطينيّة في قطاع غزّة، كما أكّد مُحلِّل الشؤون العسكريّة في الصحيفة، أليكس فيشمان.
عُلاوةً على ذلك، فإنّ الخطّة الجديدة لا تسمح للمُستوى السياسيّ بالتدّخل خلال الحرب، لأنّ من شأنْ ذلك أنْ يُفقدها قوّتها، وأنّ استكمال العمليات منوطٌ فقط بالانتصار الساحِق، والذي يتمثّل في القضاء كليًا على قوّة العدوّ إنْ كان في لبنان أوْ في غزّة، بكلماتٍ أخرى، أكّدت المصادر عينها أنّ القصد امنحوا الجيش الفرصة للقيام بالعملية الساحقة، مُشيرةً في الوقت عينه إلى أنّ إستراتيجيّة (الحرب بين الحروب) باتت في خبر كان.
ولكنّ المُحلِّل أعرب عن خشيته من أنْ يرفض المُستوى السياسيّ في الكيان منح الجيش القيام بعمليّةٍ عسكريّةٍ بريّةٍ كاسحةٍ لحسم المعركة، وذلك لعلمه أنّ عملية من هذا القبيل ستُوقِع عددًا كبيرًا من القتلى والجرحى في صفوف جيش الاحتلال، بالإضافة إلى أنّ جيش البريّة الإسرائيليّ، بحسب المصادر بتل أبيب، ما زال ضعيفًا ويُعتبر بمثابة الخنجر في خاصرة الجيش.
وتابعت الصحيفة: "كوخافي جمع كبار الضباط والجنرالات في الجيش وعرض أمامهم الخطّة الجديدة، وقال لهم فيما قال إنّه لا يُمكِن لإسرائيل أنْ تسمح لنفسها بعد اليوم بأنْ تُطلِق عليها حماس في يومين فقط أكثر من "800" صاروخ وقذيفة، وتحديدًا الصواريخ الدقيقة، لأنّ من شأن ذلك أنْ يلإقِد الكيان الردع والقدرة على حسم المُواجهة العسكريّة.
كما جاء في الخطّة أنّ القوّات المسؤولة عن الحرب الالكترونيّة هي التي ستقوم بتحديد بنك الأهداف، بمعنى أنّه خلال أريع ثواني من تحديد الهدف يجب تدميره، كما أنّ القوّات المُقاتِلة ستتدرّب على القتال في ضواحي المدن الإسرائيليّة لفهم كيفيّة وآلية القتال في الأماكن المبنية والمُكتظّة بالسُكّان.
وأكّد كوخافي، على أنّه إذا قام حزب الله أوْ حماس باستهداف العمق الإسرائيليّ، فإنّ ذلك سيكون أخلاقيًا وقف الاستهداف حتى بثمن المسّ بالسُكّان غير المُتورّطين في الحرب، وأيضًا بتدمير البنيّة التحتيّة، وإذا على سبيل المثال، إذا كان مطار بيروت الدوليّ يخدِم حزب الله فإنّه سيُدمّر بالكامل، على حدّ قوله.
وبحسب كوخافي، فإنّ الاستخلاص الأهّم من حرب لبنان هو فيما يتعلّق بنظرية (بنت جبيل)، كوخافي يؤكّد على أنّ الهدف ليس احتلال القرية، كما جري عام 2006، فالاحتلال يخدِم الوعي فقط، وعليه، فإنّ المُهمّة بالحرب القادِمة ستتمحور في القضاء على حزب الله في القرية المذكورة.
أمّا في قطاع غزّة، فيؤمن كوخافي بأنّه بدون تدّخل سلاح البريّة لا يُمكِن حسم المعركة، وعلى سبيل الذكر، شدّدّ على أنّه بدون احتلال بيت حانون، واستخدام المُشاة، لما كانت إسرائيل استطاعت وقف إطلاق الصواريخ من هذه البلدة، وبالتالي، أضاف، لا يُمكِن بأيّ حالٍ من الأحوال التنازل عن العملية العسكريّة البريّة.
ويعتقد رئيس الأركان، أنّ إسرئيل لا تواجِه تنظيماتٍ (إرهابيّةٍ)، أيْ حزب الله وتنظيمات المُقاومة في غزّة، بل برأيه، أنّ الحديث يجري عن جيوشٍ بكلّ ما تحمل هذه الكلمة من معانٍ، وفق الصحيفة.
وأشار إلى أنّ حزب الله يملك، وفقًا له "120" ألف صاروخ وقذيفة والمُقاومة الفلسطينيّة أكثر من "20" ألفًا، كما أنّ جيوش التنظيمات المذكورة يصل عددها إلى عشرات الآلاف، وهذه الأرقام هي جزءُ ممّا نعرفه، وبالتالي، عندما يقومون باستهداف العمق الإسرائيليّ، فإنّ ذلك قيمي وأخلاقيّ أنْ نُوقِف هذا الاستهداف حتى بثمن قتل الأبرياء.
وخلُص المُحلِّل فيشمان إلى القول، إنّه يتعيّن على الجمهور الإسرائيليّ الفهم أنّه لا يوجد في القاموس حروبًا نقيّةً بدون إصاباتٍ حتى في صفوف المدنيين، تعتمِد فقط على سلاح الجوّ، مُكّرًا في الوقت عينه أنّه في عدوان "67" قُتِل "779" جنديًا، أيْ "130" واحِدًا يوميًا، وعلى الرغم من ذلك، اعتُبرت الحرب انتصارًا تاريخيًا، على حدّ قوله.