لم يكن حادث تدميري ناقلات النفط في بحر عُمان هو الاول حيث سبق من قبل الهجوم على ناقلات نفط اماراتيه و آبار نفط ومطار سعودي و يخرج بعدها الحوثيين لتبني هذا الفعل الارهابي والذي هو اكبر من طاقاتهم وامكانياتهم، وهذه النوعية من العمليات الارهابية ليست بجديدة على منطقة الخليج، و ظهرت بشكل متقطع في سبعينيات القرن الماضي و إختفت ثم عادة للسطح في تسعينيات القرن الماضي ايضاً وإختفت و الآن تعود بشكل آخر وإمكانيات أكبر يستخدم فيها صواريخ و ألغام من الصعب أن تمتلكها تنظيمات صغيرة.
الجديد في هذه العمليات هو ظهور ما يسمى الحوثيين الذين لهم ارتباطات واضحة بإيران مما يعني ان ما يدور في الخليج هو ارهاب دولة تقف خلفه ايران ، وبغض النظر عن الرواية الامريكية الاخيرة وانها صورت الحرس الثوري الايراني أثناء تفكيك لغمين من ناقلة نفط يابانية ، إلا أن الأمر بات واضحاً بأن ما يدور في الخليج هو حرب بالوكالة تخوضها تنظيمات صغيرة في المنطقة بشكل عام وفي الخليج بشكل خاص وهو استنزاف للقدرات العربية وسعي لاغراق دول الخليج في حروب المستفيد منها هو ايران وأمريكا و بالمقابل من المستبعد أن تنشب حرب بين الولايات المتحدة الامريكية وإيران لان المطلوب كما أشرت هو حروب بالوكالة و حروب استنزاف للقدرات والمال العربي.
موقف دول الخليج العربي بضبط النفس وعدم الانجرار في حرب مع ايران هو موقف ذكي وينم على وعي لما يخطط له و نتمنى الا يستغل صبر دول الخليج بمزيدا من العمليات الارهابية التي تدفع لمواجهة نحن بغنى عنها وعواقبها قد تكون وخيمة على المنطقة ككل .