مع اقتراب انعقاد ورشة البحرين الاقتصادية " الأمريكية"، يطرأ في كل يوم العديد من المتغيرات والمستجدات المتلاحقة، فلهذا لزاماً علينا كفلسطينيين التسابق مع الزمن، وجعل مساحة وحيزاً من التفكير تكون خارج إطار الصندوق.
التفكير خارج الصندوق ...عنوانه نحن الفلسطينيين في الأول والأخير، وكيف يمكننا التأثير الإيجابي في اطار الحق المشروع في الدفاع عن قضيتنا العادلة وثوابتنا الوطنية في تشكيل رأي عام ضاغط يجعل من ورشة البحرين ذات السمة الاقتصادية البحتة أن تكون ذات طابع سياسي بامتياز ، يقوم على توضيح فكرة الرفض الفلسطيني بعمق ومسؤولية وطنية ، وعدم قبولنا كفلسطينيين دون استثناء بالحلول الإنسانية الاقتصادية التي تهدف بالدرجة الأولى على شطب وإلغاء الحل السياسي الشامل والعادل القائم على حل الدولتين وفق ما نصت عليه المواثيق والتشريعات الدولية ، والاعتراف بحق الشعب الفلسطيني في الحرية والعدالة واقامته دولته المستقلة .
الرفض الفلسطيني لورشة البحرين ضرورة وطنية قد حظيت برفض وحدودي شامل من كافة فئات ومكونات شعبنا الفلسطيني، لأن الإدارة الأمريكية تسعي بأن تكون ورشة البحرين المدخل الأساسي والبوابة الرئيسية للإعلان عن صفقة القرن وتمريرها لتكون واقعاً يحظى بقبول الأطراف المشاركة في الورشة السياسية الأمريكية ذات الطابع الاقتصادي.!؟
التفكير خارج الصندوق ... يستدعي كفلسطينيين أن نعلن انهاء الانقسام واستعادة الوحدة الوطنية قبيل انعقاد ورشة البحرين ، لتكون الرد الوطني المتقدم على انعقادها ومدخلاتها ومخرجاتها ، وأن تكون الوحدة الوطنية وحدة حقيقية شاملة تجمع كل ألوان وأطياف البيت الفلسطيني الواحد تحت مظلة منظمة التحرير الفلسطينية ، واستعادة وحدة حركة "فتح " بشكل فوري وعاجل لأنها العمود الفقري للمشروع الوطني المستقل ، حتى ولو أصاب العمود الفقري بعض الوهن أو الانحناء ، فالأصل استعادة الوحدة الوطنية الشاملة عبر بوابة وحدة حركة "فتح" ، لكي تتم عملية الاستنهاض الشامل من جديد على أسس وطنية ديمقراطية عنوانها بناء نظام سياسي فلسطيني جديد يكون قادراُ على تحمل الصعاب ومواجهة العقبات وإدارة الأزمات.
التفكير خارج الصندوق ... يستدعي كفلسطينيين أن لا نتوقف عند مسألة الرفض ونقطة ...؟ ، بل لا بد أن تشمل عملية الرفض الوطني لأي انتقاص من حقوقنا المشروعة أبعاداً متعددة والتي منها تعزيز صمود شعبنا وجبهتنا الداخلية ، واستنهاض كل مكونات وفئات شعبنا داخل الوطن وفي الشتات ، والعمل بكافة الوسائل والامكانيات المتاحة على استنهاض الشارع العربي وتوضيح الرسالة الوطنية لحكوماته كافة بأن القضية الفلسطينية قضية عربية ، وأن تكون محور الاهتمام العربي الأول والأساسي ، واخراجها للمحافل الدولية وفق رؤية فلسطينية عربية رغم اعلان مشاركة بعض الدول العربية في ورشة البحرين ، التي لها بعد قومي وموقف حاضر ايجابياً مع القضية الفلسطينية ، والضغط على الاحتلال والإدارة الأمريكية بالقبول بفكرة حل الدولتين وفقاً لما نصت عليه الشرعية الدولية وقراراتها المتعلقة بجوهر الصراع الفلسطيني الإسرائيلي.
التفكير خارج الصندوق ... يستدعي خطوات فاعلة وعاجلة فلسطينياً للخروج من عنق الزجاجة وحالة التيه السياسي، حتى لا نصحو ذات يوم على المشروع الوطني الفلسطيني المستقل وقضيته العادلة، وقد أصبحت في خبر كان ...عنوانه الماضي وحاضره البكاء على الأطلال ...!؟