صحفي مصري: "حماس" اختطفت مختطفيها الأربعة في سيناء!

أشرف أبو الهول
حجم الخط

لا يتوقف الإعلام المصري لحظة عن الهجوم على حركة حماس، لكن صحفياً مصرياً قدم رواية اعتبرها ناشطون "خيالية" لقصة اختطاف القساميين الأربعة في سيناء الأربعاء الماضي.

ورغم صمت السلطات المصرية حيال القصة حتى اللحظة، فإن الصحفي زعم أن الموضوع هو مجرد تمثيلية من "حماس"، الهدف منها قيامها بارتكاب أعمال إرهابية في سيناء، أي أنه يتهم "حماس" بتدبير اختطاف أعضائها المختطفين برفح!

الصحفي هو أشرف أبو الهول، رئيس القسم السياسي في جريدة "الأهرام" المصرية، والذي كتب بجريدة الأهرام، مقالا صادما، الاثنين، بعنوان "سـر اختفاء الفلســطينيين بســيناء"، فلم يسم الحادث "اختطافا"، وإنما "اختفاء"!

وفي البداية قال أبو الهول: "ليس لدي تفسير للجلبة التي تقوم بها حركة حماس حول مسألة اختفاء أربعة شبان من أبناء قطاع غزة عقب خروجهم من معبر رفح نهاية الأسبوع الماضي، إلا أن الحركة تريد أن تبرئ ساحتها مما يمكن أن يقوم به هؤلاء الأربعة من عمليات إرهابية في سيناء، سواء وحدهم أم ضمن صفوف ما يسمى بجماعة أنصار بيت المقدس".

ويبرئ الصحفي المصري بذلك أجهزة الأمن المصرية، التي كان الفلسطينيون الأربعة في حوزتها، من المسؤولية عن حادث الاختطاف، فضلا عن أنه يبرئ جهاز المخابرات الإسرائيلي (الموساد) من المسؤولية عن الاختطاف أيضا، سواء بشكل مباشر، بعملياته الاستخباراتية، أم غير مباشر، عبر تنسيقه الأمني مع الجانب المصري.

ولا يكتفي بذلك، وإنما يحمل المسؤولية لـ"حماس" عن حادثة الاختطاف، فـ"حماس" في نظره "خاطفة" ومخطوفة"!

واستند الصحفي في مزاعمه تلك إلى أن "هناك الكثير  من الإشارات  على أن ما حدث من قيام مسلحين مجهولين بإيقاف الأتوبيس الذى كان يقلهم، واقتيادهم بالقوة، لم يكن إلا تمثيلية متفقا عليها".

ويضيف: "طبقاً لشهادة بعض ركاب الأتوبيس فإن الشبان الأربعة لم يكونوا من الأشخاص المرحلين المفترض أن يكونوا في السيارة المتجهة إلى مطار القاهرة تحت مسؤولية السفارة الفلسطينية في مصر، ولكن الشبان الأربعة استوقفوها داخل المعبر قبل تحركها، وطلبوا أن يستقلوها بحجة خوفهم من صعوبة التحرك خلال حظر التجوال في شمال سيناء، وقد تظاهروا بأنهم لا يعرفون بعضهم البعض".

 ولم يقل أبو الهول أين طالع شهادات الشهود المزعومة، فيما وصف مراقبون ما كشفه من تفاصيل بأنها لا أساس لها من الصحة.

ومدافعاً عن الأمن المصري قال صحفي "الأهرام" في مقاله: "الشيء الآخر الملفت للنظر في القضية هو أن الأمن المصري تعامل مع الأربعة في المعبر بشكل عادي جدا، ولم يمنعهم من دخول مصر، أو يقوم بترحيلهم، وربما لم يعرف حقيقة انتماءاتهم، وأنهم من عناصر الكوماندوز البحري التابع لكتائب القسام، وأنهم كانوا في طريقهم إلى إيران إلا من خلال التقارير الإخبارية  الإسرائيلية بعد الحادث، واعتراف حماس بصحتها".

ويكشف كلام الصحفي المصري هذا عن أن هدفه هو تبرئة الأمن المصري من مسؤوليته عن الحادث، الذي وقع على الأراضي المصرية، كما أن مزاعمه بأن اتجاه القساميين الأربعة كان إلى إيران هي مزاعم كاذبة لأن وجهتهم كانت تركيا، وذلك بهدف العلاج.

ويختتم أبو الهول مقاله قائلاً: "طبقا للتسلسل السابق فإنه لا أحد كان يعرف هوية الأربعة، ولا أحد كان يعرف أنهم يستقلون هذا الأتوبيس، وبالتالي فإن قيام مسلحين بانتظارهم، واقتيادهم، يعني أن الأمر متفق عليه، وأن من سيدفع ثمن هذه الجريمة هم المصريون سواء كان الأربعة منشقين عن حماس أو جرى إرسالهم بالتنسيق مع قادتهم بغزة"!

وهذا الذي ذهب إليه أبو الهول لم تتفتق ذهن الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والمصرية عن مثيله، بإطلاق هذه الاتهامات، تسترا على الجريمة التي وقعت.

ولو صح ما قاله، وطالما أن هدف المختطفين الأربعة كان هو ارتكاب أعمال إرهابية في سيناء، فلماذا ركبوا الحافلة أصلا؟ ولماذا لم يتسربوا في دروب سيناء، بمجرد السماح لهم بعبور بوابة معبر رفح، دون 
حاجة إلى ركوبها "بالعافية"؟ ثم لماذا لم يفكروا أصلا في الدخول إلى رفح عبر الأنفاق، وليس عبر البوابة الرسمية للعبور الفلسطيني إلى رفح، طالما أن هدفهم هو القيام بأعمال إرهابية؟

هذا وقد أبدى صحفيون مصريون استياءهم من قيام جريدة "الأهرام" بنشر هذا المقال، في توقيت يحاول فيه الجانبان المصري والفلسطيني كشف الجناة، وإعادة المختطفين سالمين إلى ذويهم، وهو النشر الذي يدخل تحت بند "الدعاية السوداء"، بحق حركة المقاومة الإسلامية، كما أنه يحاول أن يساعد "الخاطفين" على النجاة من عواقب جريمتهم.