بقلم: رأفت محمد رشيد الميقاتي

اشطب قيودك من دفاتر مذهبي ! 

رأفت محمد رشيد الميقاتي
حجم الخط

غزّة - وكالة خبر

توصيفاً لبدعة مطالبة  وزارة الداخلية بتسجيل عقود زواج مدني  أقدم عليها ندرة من المواطنين الذين قاموا  بشطب قيدهم الطائفي من سجلات النفوس خلافا للقانون مع رغبتهم البقاء في الدين الذي ينتمون إليه،  ثم زعمهم بأنهم لا ينتمون إلى أية طائفة، ليتمكنوا من الزواج اللاديني المسمى مدنياً  عام 2013.

وبعد إعداد دراسة قانونية تثبت بطلان هذا الاجراء وإرسالها للرؤساء الثلاثة ولوزير الداخلية ، خاطبتُ المتلاعب بدينه قائلاً:
أُشْطُبْ قيودَك من دفاتر مذهبي 
واعبَثْ بدينك لاهياً في الملعبِ

وانْقُضْ عُرى الإسلام هيَّا مسرعاً
قل للوزارة "لستُ بالمتعصِّبِ
أَوَ لستُ حرّاً أن أعيش معلْمَنًا 
لا دينَ لي .. إلاّ الهوى هو مركبي
أو لستُ حرًّا في اختيار عقيدتي 
أو لستُ حرًّا في الزواج بزينبِ

أو لستُ في لبنان في البلد الذي
فيه السياحةُ .. لا تُعادوا مَشْربي"

مهلاً رويدك يا جُوَيْهلُ إنّما
دينُ الإله كرامةٌ فتأدَّبِ
إنْ رُمْت ديناً غير دين إلهنا 
أعلن خروجَك لا تكنْ كالثعلبِ

أو كنت حقاً قد أردت تحرّراً 
فعلامَ تبقى في الديانة؟ واهربِ

مَنْ قال إنّي قد شطبتُ ديانتي 
وبقيتُ في ديني ولّما أُشطبِ 


هو واهمٌ .. هو خَادعٌ .. هو تائهٌ 
صالِح إلهك .. ثمَّ لا تتذبذبِ

إنْ كنتَ تزعُمُ أنَّ ربَّك ظالمٌ 
وبدين كلِّ الأنبيا لَمْ ترغبِ 

إنْ كنتَ تزعُمُ أنَّ حقَّك ضائعٌ 
وبغير هدم الدين لمّا تُطربِ
فاعلم بأنَّك جاهلٌ بعقيدةٍ 
وشريعةٍ فاقرأ .. فهذا مطلبي 

أَوَ لَسْتَ ترغبُ أن تعيشَ سعادةً 
وبغيرِ ليْلى .. لَسْتَ أنت بمعجبِ 

وبدون ليلى لَسْتَ ترضى عيشةً 
فهي الجمالُ الحرُّ لـمَّا يُقربِ 

ولثغرها البسَّام كنتَ أسيرَه 
ولغير ليلى لسْت أنت بخاطبِ 

أَسَأَّلْتَ نفسَك يا لبيب لِلَحْظَةٍ 
مَنْ خالقٌ ليلى بهذا الكوكبِ ؟

هو بارئٌ هو حاكمٌ هو آمرٌ 
بتعفُّفٍ.. لا لم يقل بترهُّبِ

شَرَعَ الشرائعَ للأنامِ بحكمة 
لم يشهد التاريخ أيَّ مُعقّبِ

أَوَ قد جُنِنْتَ إذا رأيت حبيبةً 
أنستك ربَّك بالهوى المُتَغَلِّبِ 

زورٌ وبهتان كذاك تخلفٌ 
في عالم التشريع .. كان تعجبي 

فالحِلُّ أضحى بالفسوق مُحرَّمًا 
والإثم مندوبٌ فَلَسْتَ بمذنبِ

والدينُ لغوٌ لا لزومَ لذكره
في عقدِ تزويجٍ وغيرُ محبَّبِ 

فالركنُ حبٌّ والهوى هو شرطُه 
جرِّبْ حظوظَك والدياثةَ جرِّبِ


ما أروعَ الأعراسَ دون ديانةٍ 
من غير كأسِ تَمَدُّنٍ لم نشربِ 

واستنشق النسماتِ من أهوائنا 
دعْ عنكَ شرع إلهنا وتجاوبِ 

في عقدنا أُنْسٌ تراهُ بكاتبٍ 
للعدلِ دوماً بالزواج مُرَحِّبِ

لا شيخَ فينا قد تقطَّب وجهُهُ 
لا كاهناً بالاعتراف مُرهِّبي 
مهلاً خلطتمْ دينَ ربّي بالهوى 
هذي الكهانةُ ليس تعرف مذهبي 
إن كُنْتَ قد خاصَمْتَ شَرْعَ كنيسةٍ 
أَنْ صَفَّدتْ بالإصْر كُلَّ الخُطَّبِ 

لا تقذفِ الإسلامَ غِلًّا حاقداً 
أنصفْ رويدَك لا تكنْ كالحاطبِ

فشريعةُ الرحمن عَدْلٌ كلُّها 
فيها التحرُّرُ لستَ بالمتعذِّبِ
فيها التودُّدُ والوفاءُ لزوجةٍ 
لا هجرَ فيها .. والحبيبةَ عاتبِ 

إن كنتَ قد وافقتَ عيشًا طيّبًا 
أمسكْ بمعروف وبكراً لاعبِ 

أمّا إذا هربَ الوفاقُ تباعداً 
والصلحُ أدبر أنْ يكون بمأربِ 
سرِّحْ بمعروفٍ ولست بحاجةٍ 
لقرارِ قاضٍ أو تَفَسُّحِ راهبِ 

وإذا أردتَ تداركاً لمصيبة 
راجعتها بالقول لا تتثرَّبِ 

وإذا أرادا رجعةً بتعاقدٍ 
جاز التراجعُ .. منه لا تتعجَّبِ 

وإذا أرادتْ زوجةٌ تفويضها 
حقَّ الطلاق .. فذاك حقّ المطلبِ 

وإذا تراضى كلُّ زوج منهمُ 
خُلعاً فأَبْرِمْ، ذاك حقُ الراغبِ 

وإذا أحبَّ الزوج عشرةَ زوجةٍ 
أخرى فعدَّد،  ذاك حقُّ الطالبِ 
ولزوجةٍ حقُّ اشتراطِ تفرّدٍ
" إن تنكِحِ الأُخرى طلقتُ "فأوجبِ "

ولمُسلمٍ حقُ الزواج بمن لها 
دينٌ سماويٌّ فلا تستغربِ 

هذا مثالٌ من حجاجي عابرٌ 
هذا المُعجَّل من دليلي فاسكبِ
أرأيت أرحَب من فضاءِ شريعةٍ 
غرَّاءَ فاسبحْ في الفضاءِ الأرحبِ 
عَجَزَ التَّعَلْمُنُ أن يُدانيَ ديننا 
فَالْحقْ سريعاً بالرقيِّ وواكبِ 
سقطَ القناعُ عن الضلالِ مُولِّـيًا 
فاتبعْ كتابَ الله لا تتنكَّبِ 
أمّا " زواجُهمُ بزعم " تمدُّنٍ "
في المتحف الوطنيِّ أرْشِفْ واغْرُبِ