زعم سفير إسرائيل السابق لدى مصر يتسحاق ليفانون، بأنّ الدول الخليجية أبلغت الرئيس محمود عباس، أنّ أمن بلادها أهم من القضية الفلسطينية التي يمكن حلها.
وقال في مقال نشره اليوم السبت، في صحيفة "إسرائيل اليوم": إنّ "مؤتمر البحرين من المقرر أن ينعقد نهاية شهر يونيو الجاري، حيث سيبحث الوجه الاقتصادي لـ"صفقة القرن"، التي دأبت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على إعدادها منذ حوالي سنتين"، مشيرًا إلى أنّ المؤتمر قد سجل منذ الآن نجاحه الأول بمجرد ضمان مشاركة الدول العربية المركزية كدول الخليج ومصر والأردن والمغرب، والتي تشكل اليوم العالم العربي الحيوي والفاعل.
وأضاف: "الدول الأخرى بينها سوريا والعراق وليبيا واليمن تقاتل في سبيل بقائها، مؤكدًا على مشاركة الدول العربية المركزية في المؤتمر رغم جهود الرئيس عباس حملها على عدم المشاركة، والأمر بمثابة إنجاز سياسي لواشنطن وفشل للسلطة الفلسطينية".
وادّعى أنّ العالم العربي يواجه تحديات ثقيلة الوزن، ففي الوقت الذي يطلق فيه الحوثيون في اليمن المدعومون من إيران، الصواريخ على المطارات في قلب السعودية والتوتر السعودي الإيراني يتعاظم، وبالتالي تبلغ السعودية الرئيس عباس بأنّ أمنها يسبق المسألة الفلسطينية التي هي في نظر السعودية مسألة قابلة للحل.
وأردف: "عندما تقوم إيران بتخريب ناقلات النفط أمام شواطئ دول الخليج وتستفز العالم بتصريحات عن سيطرتها على المسار البحري في مضائق هرمز، تلمح دول الخليج للرئيس عباس بأن فقراء مدينتها أولى، أو كما يقال بالعربية "أهل مكة أدرى بشعابها".
وأشار إلى أنّ هذه الدول ستشارك في مؤتمر "المنامة" لأنها بحاجة إلى الولايات المتحدة الأمريكية أكثر من أي وقت مضى، مضيفًا أن الوضع الاقتصادي للأردن صعب، وملايين اللاجئين السوريين سكنوا أرضه، وعرش الملك عبد الله الثاني بالأرض تهتز تحته.
وشدّد ليفنون، على أنّ عمان تعرف يقينًا بأنّ الخلاص لن يأتي من الرئيس عباس، وبالتأكيد ليس من الوقوف ضد الولايات المتحدة، أما مصر التي اعتبرها من وجهة نظره الدولة الرائدة في العالم العربي فتفهم إلى أين تهب الريح، ولا تخفي القاهرة عدم ارتياحها من سلوك الرئيس عباس وسياسة المقاطعة التي يتبعها- على حد تعبيره-.
واستدرك:" إنّه صحيح أنّها تُعلِن بأنّها ستُواصِل تأييد الموقف الفلسطينيّ بالنسبة للتسوية الدائمة، ولكنّها بالتوازي تنتقد سلوك رئيس السلطة الفلسطينيّة، وتعتقد بأنّه يقوم بتعقيد الأمور بدلاً من تبسيطها، كما لفت إلى أنّ مصر تُواجِه إرهابًا قاسيًا وتخشى من هيمنةٍ إيرانيّةٍ ومؤامرةٍ تركيّةٍ، وهي، أيْ مصر، تأتي إلى البحرين لأنّها بحاجةٍ إلى سندٍ جديٍّ، وليس إلى عبّاس".
وبيّن أنّه في البحرين سيتحدّثون عن خططٍ اقتصاديّةٍ ذات مغزى، والدول المُشارِكة معنيةٌ بأنْ تعرف أيّ نصيبٍ ستحظى به عند تقسيم الكعكة، والخطط الاقتصاديّة التي ستُطرح على البحث ليست بديلاً لحلٍّ سياسيٍّ داخليٍّ وخارجيٍّ، ولكنّ المؤتمر سيسمح للولايات المتحدة بأنْ تأتي من موقف أكثر ارتياحًا إلى الموعد الذي تُكمِل فيه الصورة، وتقوم فيه بعرض القسم السياسيّ من خطّة السلام، التي باتت تُسّمى إعلاميًا بـ”صفقة القرن”.
ولفت إلى أنّ حسابًا باردًا ومتأنيًا وعميقًا للمصلحة الفلسطينيّة سيجلب الرئيس عباس إلى القيام بإعادة التقييم لسياسة المقاطعة الصاخبة والرفض التي يتبعها، وخلُص إلى القول إنّ خيرًا يفعل عبّاس إذا ما أرسل إلى المؤتمر مراقب عنه يبلغه بالمزاج والدينامكيّة الداخليّة، وإلّا فإنّ القطار سينطلِق إلى الطريق فيما سيبقى هو في المحطة، على حدّ تعبيره.
يُذكر أنّ واشنطن والبحرين سبق وأعلنتا في بيان مشترك، عن عقد ورشة عمل اقتصادية في المنامة، يومي 25 و26 يونيو الجاري، لبحث سبل جذب استثمارات إلى الضفة الغربية وقطاع غزة ودول المنطقة، في حال التوصل إلى اتفاق سلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي.